ما هي أعراض التوحد عند الأطفال؟
يصعب على بعض الأهالي اكتشاف التوحد عند الأطفال رغم ظهور أعراضه منذ سن صغير، فهي لست أعراض عضوية كالحمى ووجع البطن وغيرها من العلامات التي تظهر جليةً، بل هي مزيج من الأعراض السلوكية النفسية التي ربما يستغرق الأهالي سنوات لملاحظتها. سواء كنتم أزواجًا منذ زمن طويل ولديكم أطفال بالفعل أو على أشراف انتظار قدوم مولودكم الجديد إلى هذا العالم، فهذا المقال لكم ليثقفكم عن اضطراب تفيد معرفته واكتشافه مبكرًا الكثير وتغيّر حياتكم وحياة أطفالكم إلى الأفضل، كما أنّّها تساعد كذلك في الوقاية منه، فهيا بنا لنكتشف سويًا كل هذا وأكثر من خلال مقال اليوم.
كيف يؤثر التوحد عند الأطفال على حياتهم؟
يؤثر التوحد على الطريقة التي يشعر ويتعامل ويتواصل ويفكر بها الطفل مع المحيط الذي يعيش فيه، إذ أنّه اضطراب عصبي يؤثر على هذه الوظائف المعرفية والسلوكية.
تتباين أعراض التوحد عند الأطفال، إذ أن الاضطراب لا يؤثر بنفس الدرجة على المهارات الذهنية أو السلوكيات الاجتماعية لدى جميع الأطفال، فهناك من المصابين من لا يفضل الكلام ومنهم من يقدر على الكلام لكن قد لا يفهم المعنى الكامن وراء بعض التعبيرات.
يساعد احتواء الطفل بالشكل المناسب واكتشاف الاضطراب في عمر مبكر على سرعة التدخل والتعامل بشكل صحيح، ما يساعد هذا الطفل على اكتساب أكبر قدر من المهارات التي تؤهله لعيش حياة فيها أكبر قدر ممكن من الاستقلالية في المستقبل.
لا شك أن إصابة طفل بالتوحد يشكّل تحديًا للعائلة بأكملها، فالأم والأب قد يحتاجان لحضور ورشات وجلسات خاصة لفهم طبيعة الاضطراب والطريقة التي يجب عليهما التعامل بها مع طفلهما وكيفية تأثير هذا الاضطراب على حياة الطفل في المستقبل. قد يرشّح البعض حضور الأم والأب لمجموعات داعمة للأهالي الآخرين الذين يعاني أبناؤهم من التوحد كذلك ليعلموا أنّهم ليسوا وحدهم في هذه الرحلة.
قد يحتاج التعامل الصحيح مع التوحد عند الأطفال إلى إلحاق الطفل بعدة برامج لتطوير سلوكياته ومهارته وقد يشتمل الفريق المعالج على:
- طبيب مخ وأعصاب.
- أخصائي أو معالج نفسي.
- مدرب سلوكيات الأطفال.
نعلم كم تبدو هذه الرحلة طويلة وربما مرهقة ولكن بالدعم الكافي يمكن أن يصل الطفل المصاب بالتوحد إلى درجات عالية من الاستقلالية تؤهله لعيش حياة دون الاعتماد على الآخرين في المستقبل، ويحدث هذا عن طريق وعي الأهل وتحليهم بالصبر والدعم والتشجيع، فمصاب التوحد ليس مريضًا ولكنه يحتاج إلى التعامل بالشكل المناسب ليحيا حياةً سعيدةً.
ما هي أعراض التوحد عند الأطفال؟
غالبًا ما تبدأ أعراض التوحد بالظهور ما بين عمر سنتين إلى ثلاث سنوات، ويمكن ملاحظتها قبل ذلك أيضًا إذا أعار الأهل لها اهتمامًا.
نعدد لكم فيما يلي بعض هذه الأعراض التي هي مزيج بين ما يظهر على المهارات الاجتماعية وما يظهر على شكل سلوكيات متكررة:
- عدم استمرار التواصل البصري عند النظر إلى الطفل.
- عدم ظهور التعبيرات العاطفية، مثل: الانزعاج أو الفرح على ملامح الطفل.
- عدم الملاحظة عندما ينادي أحدهم على الطفل باستخدام اسمه.
- عدم تفضيل اللعب من خلال التمثيل أو الغناء أو الرقص، ويظهر ذلك بعد عمر خمس سنوات.
- تفضيل اللعب بنفس الألعاب في كل مرة.
- الرغبة في ترتيب الأشياء بطريقة محددة والانزعاج إذا غير أحدهم هذا الترتيب.
- الانزعاج عند حدوث التغييرات أو تغيير الروتين.
- تكرار كلمات أو عبارات بعينها مرارًا وتكرارًا.
- الانزعاج من الضوضاء والحساسية تجاه الأصوات العالية.
ما هي أسباب التوحد عند الأطفال؟
لا يوجد سبب واضح لاضطراب التوحد، وتدعم الأبحاث كون العوامل الجينية والبيئية أحد أسبابه. يعتقد العلماء أنه يمكن أن يكون هناك العديد من الأسباب المختلفة المسببة للتوحد والتي تعمل معًا لتغيير الطريقة التي يتطور بها الطفل. لا تزال الأبحاث قائمةً لمعرفة المزيد عن هذا الاضطراب العصبي السلوكي ومسبباته.
ما الفرق بين التوحد وطيف التوحد؟
لا تتفاجؤوا أعزاءنا عند اكتشاف أنّه لا يوجد في الواقع فرق بين التوحد وطيف التوحد! نعم، فجميعها مصطلحات ترمز إلى نفس الاضطراب ونشرح لكم تاريخ هذه المسميات فيما يلي.
لم يُعّد التوحد فيما مضى اضطرابًا واحدًا بحد ذاته، بل تنوعت أنواع هذا الاضطراب ومنها متلازمة أسبرجر والاضطراب النمائي الشامل واضطراب الطفولة التحللي واضطراب التوحد. فيما بعد ولتشابه الأعراض بين ما كل ما سبق ذكره من اضطرابات مع اختلاف شدتها فقط، قرر الأطباء ضم كل هذه المسميات تحت مظلة واحدة وهي طيف التوحد.
يشمل طيف التوحد جميع اضطرابات التوحد عند الأطفال والتي تُرتب من الأخف للأشد كالآتي:
- متلازمة أسبرجر وهي أقل الاضطرابات حدة، أي أن الطفل لا يعاني من الأعراض التي تؤثر على سلوكه وعاداته كباقي الاضطرابات.
- الاضطراب النمائي الشامل ويكون أكثر حدةً من متلازمة أسبرجر وأخف من اضطراب التوحد.
- اضطراب التوحد.
- اضطراب الطفولة التحللي.
كيف أجنب طفلي مرض التوحد؟
يصدر هذا التساؤل من أهل على وعي ودراية بطبيعة المرض، وبالأخص مع انتشاره في السنوات الأخيرة بشكل كبير، أو ربما زيادة الوعي به هي ما أدى إلى ملاحظته من الأساس ولهذا زاد عدد الإصابة كما نلاحظ.
لنجاوب بشكل صريح عن هذا السؤال علينا في البداية معرفة أنه لا يمكن تجنب ما لا نعرف سببه بالتحديد؛ إذ لا يعلم الأطباء السبب المحدد لإصابة بعض الأطفال بالتوحد. يعتقد بعض الأطباء أن السبب هو مزيج من العوامل الجينية والبيئية، أو تعرض الأم لبعض المواد الكيماوية المؤذية في أثناء الحمل.
ما يمكننا مشاركته معكم أن تحلّي كل من الأب والأم بصحة جيدة قبل الحمل وفي أثنائه أمر ضروري لولادة جنين سليم، كما أن معرفة الأهل بأبعاد التوحد عند الأطفال تساعدهم على الاكتشاف المبكر في حالة الإصابة، ما يؤدي إلى سرعة التدخل التي تساهم بشكل كبير في تقليل الأعراض وتحسين جودة حياة الطفل في المستقبل، إذ أن هذا الاضطراب يستمر مدى الحياة ولهذا يمكنكم الاستفادة كذلك بالقراءة عن التوحد عند البالغين.
هل هناك أدوية لعلاج التوحد عند الأطفال؟
لم يُكتشف حتى الآن علاج نهائي للتوحد، ولكن يمكن للطبيب أن يصف بعض الأدوية التي تساعد على التحكم في بعض الأعراض، مثل:
- ريسبريدال شراب Risperdal syrup.
- محلول أبيليفاي Abilify Oral Solution.
يتحدّى التوحد عند الأطفال الأهالي وقدراتهم على استيعاب احتياجات طفلهم وطبيعته التي قد تختلف بعض الشيء عن الأطفال الآخرين ولا يعني هذا أن المصاب بالتوحد ينقصه أي شيء، لأنه في الحقيقة لا يحتاج إلا إلى بيئة داعمة تساعده على تطوير المهارات اللازمة لتخطي الصعوبات التي قد يمر بها بسبب إصابته. نرجو من كل أم وأب عدم التردد في طلب الدعم اللازم من الأطباء المتخصصين والأخصائيين المعالجين لمساعدتهم في هذه الرحلة التي ربما تكون صعبةً في البداية ولكن يتخللها الكثير من الأمل بلا شك. دمتم ودام أطفالكم بكل صحة وعافية.
احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.
الأسئلة الشائعة
هل صراخ الطفل علامة من علامات التوحد؟
هل طفل التوحد يحب الخروج؟
مشاركة المقال