ما هو التنمر؟ وكيف يؤثر في صحتنا النفسية؟

ما هو التنمر؟ وكيف يؤثر في صحتنا النفسية؟

معلومات صحية

الكلمة لها أثر كبير في حياتنا ونفسيتنا، فهي مثل السحر، أحياناً تُسعدنا وتجعل العالم كله لا يسع فرحتنا، وأحياناً أخرى تحطمنا وتكسرنا كأن الأرض ضاقت علينا بما رحُبت، هذا ما يفعله التنمر بنا عندما نسمع كلاماً سلبياً عن شكلنا أو تصرفاتنا أو شخصياتنا.

من خلال المقال التالي سوف نتعرف أكثر إلى التنمر وأنواعه وأسبابه والأثر النفسي الذي يتركه، وكيف نتخطى هذا الأثر ونسترجع ثقتنا بأنفسنا وبما نقوم به.

ما هو التنمر؟

التنمر هو حالة متعمدة من الإساءة والسخرية والإيذاء والنقد اللاذع التي يتعرض لها الأطفال والكبار من الآخرين لشكلهم أو تصرفاتهم أو شخصياتهم، وأحياناً قد يصل الأمر إلى الاعتداء الجسدي. 

أحياناً تكون السخرية يُقصد بها دعابة فيتقبلها الشخص الآخر ولا يأخذها على محمل الجد خاصةً إذا كان بين الشخصين ود وقبول وعلاقة وطيدة، لكن إذا وصل الأمر لكلام جارح وحساس ومحرج أمام الجميع والشعور بأن هذا الكلام متعمد لإيذاء الشخص الآخر فلا يمكن تقبله إطلاقاً، ويجب التصدي للشخص المُتنمر؛ لأن هذا يُعد انتهاك لحقوق الشخص الإنسانية.  

التنمر لا يترك أثراً سلبياً في نفسية الطفل أو الشخص المُتنمرعليه فقط، لكن الشخص المُتنمِر يواجه أيضاً الكثير من المشكلات في حياته، إذ يفشل في تكوين علاقات جيدة وصحية، ويكون غير قادرٍ على تحقيق النجاح والإنجازات سواء في الدراسة أو في الحياة العملية.

ما هي أنواع التنمر؟

التنمر ليس بالكلمات السلبية فقط، لكن تُوجد عدة أشكال وأنواع منه، وهي: 

  • اللفظي، استخدام ألفاظ وألقاب غير لائقة والشتائم والسخرية والتحقير.
  • الجسدي، يشمل الضرب والركل والدفع وإتلاف الممتلكات الخاصة.
  • النفسي، مثل: التلاعب بالمشاعر ونظرات التحقير وتعبيرات الوجه السيئة.
  • الاجتماعي، يشمل التجاهل والإهمال والاستبعاد المتعمد، ونشر الشائعات أو المعلومات الخاصة للشخص أو الطفل أمام الجميع.
  • الإلكتروني، هو الابتزاز والتهديد والسخرية من خلال الرسائل الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
  • العرقي، هو إيذاء الشخص بناءً على العرق أو اللون أو الدين أو الجنس.

التنمر الجسدي

التنمر الجسدي من أقسى أنواع التنمر التي يتعرض لها الطفل أو الشخص، فالإيذاء الجسدي لا يمكن نسيانه أو تخطيه بسهولة لأنه قد يأخذ وقتاً طويلاً للشفاء منه أو قد يترك أثراً في الجسد. 

ينتشر هذا النوع من التنمر غالباً بين الطلاب في المدارس أو الجامعات، فهنا يكون دور الآباء والأمهات في مساعدة أبنائهم وحمايتهم من التعرض للتنمر الجسدي، وذلك من خلال:  

  • تقديم الدعم النفسي لهم وتقوية ثقتهم بنفسهم، وإخبارهم أن أي إصابات تعرضوا لها تزيدهم قوة ليدافعوا عن حقهم ويوقفوا المتنمرين عن إيذائهم.
  • توعيتهم بأن عدم الاستسلام من سمات الأقوياء، وأنه وسيلتهم ليمضوا قُدماً في الحياة ويحققوا أهدافهم.
  • مساعدتهم على تعلم بعض حركات الدفاع عن النفس؛ ليكونوا قادرين على رد الإيذاء الجسدي الذي يواجهونه.
  • توعيتهم بتجاهل المتنمرين وعدم التجاوب معهم، لأن ذلك يشعرهم بالانتصار وأن الشخص أو الطفل المتنمر عليه في موقف ضعف، ما يؤدي إلى زيادة تعرضه للإيذاء الجسدي.
  • تعليمهم الرد الذكي والمحافظة على ثباتهم واتزانهم في المواقف التي يتعرضون فيها للسخرية، حتى لا يصبح العنف وسيلتهم الأساسية في مواجهة الإساءة.

على الآباء والأمهات ملاحظة أبنائهم باستمرار، لأن التنمر الجسدي قد يؤدي إلى تراجع مستواهم الدراسي أو أن تصبح تصرفاتهم وردود أفعالهم عنيفة أو تهتز ثقتهم بأنفسهم، وهذا يتطلب تدخل الطبيب أو الأخصائي النفسي للسيطرة على المشكلة وحماية الأبناء من الاضطرابات النفسية.

ما هي أسباب التنمر؟

يُوجد العديد من الأسباب والعوامل المرتبطة بالأسرة والتجارب السابقة التي تجعل الشخص متنمراً، ومن هذه الأسباب: 

  • تعرض الشخص المُتنمر نفسه للتنمر من قبل.
  • السعي للشهرة بين الناس.
  • التعرض للعنف والتنمر داخل الأسرة، والشعور بالضعف والعجز.
  • الحاجة للشعور بالقوة والسيطرة وإثبات الذات.
  • التفكك الأسري، وانفصال الأبوين أو وجود علاقة سيئة بينهما.
  • الشعور بعدم الأهمية وتقدير الذات.
  • الحاجة للشعور بالاهتمام وجذب الانتباه.
  • فقدان الشعور بالأمان.
  • الشعور بالوحدة.
  • صفة التكبر لدى المُتنمر واعتقاده بأنه الأفضل دائماّ.

في حالات كثيرة يكون الشخص المُتنمر تعرض للتنمر والإيذاء النفسي، ولم يتمكن من الدفاع عن نفسه، فيرغب أن يشعر الآخرين بنفس الضرر والإيذاء الذي تعرض له، ويرى أن هذا وسيلته الوحيدة  ليرد حقه ويشعر بالسيطرة والقوة وأنه ليس شخصاً ضعيفاً.

ما هي آثار التنمر النفسية؟

يعتمد تأثير التنمر على اختلاف الشخصيات ومدى تحمل الطفل أو الشخص للتنمر، فالبعض قد يتخلص من أثره بسهولة والبعض الآخر قد يحتاج لدعم الأسرة والأصدقاء والأخصائي النفسي لتجاوز المشكلة، ومن الآثار التي يتركها التنمر:  

  • اهتزاز الثقة بالنفس وفقدانها.
  • تراجع الأداء الدراسي.
  • عدم التركيز وتراجع التقدم الوظيفي.
  • عدم مقابلة الأصدقاء أو الابتعاد عنهم.
  • الخوف من التواجد في التجمعات والمناسبات والتعامل مع أناس جديدة.
  • التعرض للإصابة بالقلق والاكتئاب.
  • تقليل الذات وعدم تقديرها.
  • عدم القدرة على تكوين صداقات أو علاقات عاطفية.
  • السلوك العدواني والردود والعنيفة.
  • اضطرابات النوم.
  • صعوبات التعلم لدى الأطفال، مثل: التلعثم والتأتأة.

ما هي أضرار التنمر الجسدية؟

لا يسبب التنمر أثراً نفسياً فقط، لكن يمكن أن يؤثر أيضاً في الصحة الجسدية إذا كان الإيذاء الذي تعرض له الطفل أو الشخص شديداً، وذلك من خلال:

  • الشعور بآلام في الجسم دون سبب واضح.
  • اضطرابات الأكل، مثل: تناول الطعام بكثرة أو فقدان الشهية.
  • صعوبة في التنفس.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي.
  • خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل: السكري.
  • تأخر النمو عند الأطفال.

ما هي النصائح للتعامل مع التنمر؟

يمكن للشخص المُتنمر عليه والأهل بالنسبة للأطفال التخلص من الآثار السلبية للتنمر وتجاوزها من خلال بعض النصائح البسيطة، ومنها:

  • تجنب الدخول في نوبات البكاء حتى لا يشعر المُتنمر أنه نجح في إيذائك.
  • التحدث إلى النفس ببعض الكلمات المحفزة، مثل: أنا قوي، أنا واثق من نفسي، أنا لا أستحق ذلك، أنا شخص ناجح.
  • التعرف إلى النفس واكتشاف نقاط القوة والضعف، حتى تتمكن من الرد الذكي في أي مواقف سيئة تتعرض لها.
  • طلب الدعم النفسي من الأسرة والأصدقاء، فهذا يساعدك بشكل كبير على استعادة ثقتك بنفسك.
  • الوعي بأهمية الرفض وقول (لا) في المواقف التي تشعرك بعدم الراحة والتقليل من شأنك.
  • على الآباء والأمهات إعطاء أبنائهم القدر الكافي من الحب والاهتمام.
  • تجنب التجاوب مع الشخص المُتنمر، حتى لا تكون هناك فرصة ليتمادى في الإيذاء النفسي.
  • الحرص على تكوين علاقات صحية في حياتك تدعمك في المواقف الصعبة.
  • تشجيع الأطفال على التعبير عما يمرون به من مواقف التنمر للأهل والمعلمين في المدرسة؛ لأن كتمان التعرض للإساءة قد يعرض الطفل لاضطرابات نفسية.
  • إبعاد الأطفال عن أي مشكلات بين الأهل، ومساعدتهم على الشعور الدائم بالاستقرار.
  • التجاوب مع الطفل والإنصات الجيد له، وتجنب لومه على أنه سبب في حدوث ما تعرض له من تنمر.

بعد ما تعرفنا في نهاية المقال إلى التنمر وأنواعه وتأثيره في صحتنا النفسية وصحة أطفالنا، من المهم اللجوء إلى الطبيب أو الأخصائي النفسي إذا لم نتمكن من تخطي الأثر السلبي للتنمر على حياتنا وعلاقاتنا وتقدمنا الدراسي والمهني. كما يمكنكم زيارتنا في أفضل مركز عيادات في جدة والاطمئنان علي صحتكم.

 احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.

الأسئلة الشائعة

  • كيف توقف المتنمر عند حده؟

  • ماذا أفعل لو أنا المتنمر؟

مشاركة المقال

تواصل معنا

التليفون

0122166643

البريد الإلكتروني

APC.info@andalusiagroup.net
الاسم الكامل*
closest branch
phone-number
email-address