ما هو مرض الفصام؟ وبماذا يفكر المريض المصاب به؟
"إنه ليس معنا"، جملة دائماً يشرح بها أهل مريض الفصام حالته بأنه مضطرب يتصرف وكأنه في عالم آخر لا ينتمي للموقف أو الأحداث من حوله، هو ليس دائماً على هذا الحال وإنما الهلوسات والأعراض تترك أثراً في يومه لدرجة تبث الرعب في كل من حوله لعدم واقعية تصرفاته بالنسبة لهم. يتساءل الأهل كيف يفكر ابننا في أثناء قيامه بهذه التصرفات، وما هو العلاج؟ نجيبهم عن ذلك ونشرح لهم كل شيء عن هذا المرض في مقالنا اليوم.
ما المقصود بالفصام؟
إن الفصام أو ما يُطلق عليه الشيزوفرينيا(Schizophrenia) هو اضطراب عقلي مزمن وخطير يفسر فيه المريض الأحداث بشكل لا يمت للواقع بصلة، يصفه بعض الأطباء أنه أحد أنواع الذهان (Psychosis).
يصيب الفصام 1 من كل 300 شخص حول العالم، وعلى الرغم من أن هذا الاضطراب ليس شائعاً مثل باقي الأمراض النفسية، لكنه يؤثر على تفكير المريض وتصرفاته وطرق تعبيره عن مشاعره وإدراكه للواقع.
يبدأ هذا المرض غالبًا في أواخر فترة المراهقة أو العشرينيات خاصةً عند الرجال، ولوحظ أنه يصيب النساء في سن أكبر قليلاً أي غالباً في مرحلة أوائل العشرينيات والثلاثينيات من العمر.
يؤدي الفصام إلى إعاقة مزمنة في نمط حياة المريض، يجعل تفكيره مزيج من الهلوسات والأوهام، ويتطور ذلك إلى سلوك مضطرب يُضعِف الأداء اليومي، ويعيق الحياة العائلية والعاطفية والمهنية.
ما الفرق بين الفصام والانفصام؟
تعددت المسميات للأمراض النفسية وكثُرت؛ ما جعل الناس يخلطون بينها ويرددون على مسامع الأطباء التساؤلات لمعرفة الفروقات بين ما يسمعون من مسميات طبية دارجة، نجيبهم أنه لا يوجد فرق بين الفصام والانفصام في الشخصية والشيزوفرينيا كلاهم يعبر عن ذات المرض أو الاضطراب الذي نتحدث عنه في مقالنا اليوم.
ما هي أعراض الفصام المبكرة؟
إنها مرحلة ما قبل التشخيص، تبدأ فيها الأعراض لأول مرة وقبل حدوث الذهان الكامل، تستمر هذه المرحلة أيامًا أو أسابيع أو حتى سنوات، ويكون من الصعب إدراك ما يحدث دون زيارة الطبيب، تشمل أعراض المرض المبكرة في هذه المرحلة ما يلي:
- الانطوائية.
- مشكلات في التركيز.
- تغيرات المزاج.
- اضطرابات في النوم.
نرى أن أعراض الفصام في هذه المرحلة تتشابه مع العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى، ما يجعل تشخيص المرض في بدايته أمراً صعباً.
ما هي أعراض الفصام؟
يضم الفصام تحت مسماه العديد من المشكلات المتعلقة بالتفكير والوعي والإدراك والسلوك والعواطف، يمكن وصف الأعراض بالنوبات، فهي تتفاوت بين مريض وآخر في شدتها وعدد مرات تكرارها.
تشمل أعراض الفصام عدة فئات أساسية نذكرها لكم في السطور التالية.
هل هناك أعراض إيجابية للفصام؟
لا تدل كلمة إيجابية على حدوث شيء جيد عند هؤلاء المرضى، بل إنها مؤشر على ظهور أعراض غير طبيعية لم تكن موجودة عندهم من قبل، والتي تشمل:
- الهلوسة، سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة أو والشعور بأحاسيس على البشرة على الرغم من عدم ملامسة أي شيء للجسم وأكثر من ذلك.
- جنون العظمة والتحدث عن الذات بطريقة غريبة لم تكن من قبل.
- التوقف عن الكلام فجأة، أو تثبيت الجسد في وضع واحد لفترة طويلة دون أي داعي، يسمى ذلك بالجامود أو الكاتاتونيا Catatonia.
- التوهم وخلق التصورات أو المعتقدات التي يُبنى عليها سلوكيات مبالغ فيها أو غير منضبطة.
ما هي أعراض الفصام غير المنتظم Disorganized schizophrenia؟
يوجد أعراض تُظهِر أن المريض لا يستطيع التفكير بوضوح أو التصرف كما يجب، مثل:
- محادثات ذات جمل أو كلمات لا معنى لها، كما أنه ينتقل بين الأفكار والمواضيع دون طريقة ربط منطقية أو تسلسل واضح ما يخلق صعوبة في التواصل مع الآخرين أو المجتمع من حوله.
- التحرك ببطء وتكرار الحركة أو الإيماء، نرى المريض يمشي في دوائر على سبيل المثال.
- الكتابة بكثرة ولكن دون معاني واضحة لما كُتب.
- كثرة النسيان أو خسارة الممتلكات.
- عدم التفكير بمنطقية.
يعاني المريض أيضاً من أعراض معرفية للفصام، إذ يواجه مشكلات في فهم المواقف والأصوات والمشاعر اليومية ويفقده ذلك القدرة على اتخاذ القرارات أو رد الفعل الطبيعي.
ما هي الأعراض السلبية لمرض الفصام؟
يشرح الأطباء كلمة "سلبية" بغياب السلوكيات الطبيعية لدى هؤلاء المرضى، والتي تتمثل فيما يلي:
- قلة إظهار المشاعر والعاطفة المحدودة.
- الانسحاب من تجمعات الأهل والأصدقاء والأنشطة الاجتماعية والرغبة في العزلة.
- فقدان للطاقة وعدم وجود أي حافز للقيام بأي مهام.
- خسارة المتعة أو الاهتمام بالأحداث أو الحياة عموماً والتحدث أقل.
- تغير عادات النظافة والعناية بالنفس تصبح أكثر سوءاً أو تنعدم.
ماذا يتخيل مريض الفصام؟
خلافًا للاعتقاد السائد، إن مريض الفصام لا يعاني من انقسام أو تعدد في الشخصية. إنه يتخيل العالم على شكل مزيج بين الأفكار والصور والأصوات التي تُحدِث إرباكاً له.
يتخيل هذا المريض ويعيش تجارب وأحاسيس لا يمكن للآخرين إدراكها أو عيشها، ومع ذلك بالنسبة له إنها حقيقية وعاجلة، فقد يرى الصور المشوهة أو الشياطين أو فراق شخص عزيز أو الأشياء المركبة على أشخاص يعرفهم أو أشياء حقيقية وموجودة.
تنتج خيالات مريض الفصام مما يطلق عليه الهلوسة البصرية وهي إحدى التجارب التي يعيشها وحده دون أن يدرك ما يحدث له.
كيف يفكر مريض الفصام؟
ينطوي الفصام على اضطراب الذهان مثلما ذكرنا، وهو أحد أنواع الأمراض العقلية التي لا يستطيع المريض التمييز بين الحقيقة والخيال فيفقده ذلك الاتصال بالواقع من حوله، لذا في أثناء نوبة الفصام لا يستطيع الشخص التمييز بين التجارب الحقيقية والتجارب غير الواقعية التي تكون حبيسة تفكيره وحده.
يتميز مريض الفصام أيضاً بالتفكير غير المنطقي أو الواقعي، وتختلف طرق التفكير بين المرضى على حسب شدة الأعراض لديه وتأثير الهلوسة عليه.
ما هي أسباب الفصام؟
لم يتوصل العلماء لسبب دقيق يفسر حدوث وتطور هذا المرض، إلا أن البعض ذكر احتمالية تكاتف العوامل الجينية والطفرات الوراثية مع الأسباب البيئية والأزمات النفسية والاجتماعية لجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالنوبات وتغيير مسار حياتهم.
تشير بعض الأبحاث لأن حدوث التهابات فيروسية، والتعرض لبعض السموم، مثل: الماريجوانا قد يؤدي إلى تطور اضطراب الفصام لدى الأشخاص الذين لديهم طفرات جينية معينة تجعلهم أكثر عرضة للإصابة به.
كما يربط العلماء ظهور هذا المرض في أثناء سنوات المراهقة والشباب بالتغيرات الهرمونية والجسدية في هذه المرحلة.
الجدير بالذكر أن تناول الأدوية بطرق غير مشروعة، مثل: الأمفيتامينات أو الكوكايين قد يكون أحد محرضات النوبة الذهانية.
كيف يمكن علاج الفصام؟
عدم معرفة السبب الحقيقي يجعل سبل الوقاية والعلاج ضعيفة، ولكن تساعد بعض العلاجات التي يستخدمها الطبيب من تحسين الأعراض وتقليل تكرارها، وتشمل هذه الطرق:
- استخدام الأدوية المضادة للذهان.
- العلاجات النفسية، مثل: العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج الداعم الذي يعزز طريقة التفكير ويحسن السلوك ويقلل التوتر ويدعم المهارات الاجتماعية.
قد يكون التشخيص والعلاج معقدًا بسبب تعاطي المخدرات، إن الأشخاص المصابون بالفصام أكثر عرضة للإدمان وسوء استخدام الأدوية، وإذا لاحظ الطبيب على الشخص علامات الإدمان، يجب أن يعالج الإدمان أولاً ومن ثم يبدأ بمعالجة الفصام.
ما هو أفضل دواء للفصام؟
يساعد ريدون Ridon أو هالدول Haldol على علاج الفصام ونوبات الذهان، وقد استخدما لسنوات طويلة للسيطرة على الأعراض.
تختلف شدة مرض الفصام من شخص لآخر، ويعاني بعض الأشخاص من نوبة واحدة فقط، بينما يعاني البعض الآخر من العديد من النوبات خلال حياتهم ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي لحد ما، ولكن من المؤكد أن استشارة الطبيب مبكراً يحمي المريض من حدوث النوبات وتأثيرها عليه وعلى من حوله بشكل كبير، لذا لا تتردد باستشارته عند ملاحظة أي عرض غير طبيعي أو رد فعل غير واقعي لدى ولدك أو أحد أحبائك؛ لأن بدء العلاج في أقرب وقت ممكن بعد حدوث النوبة الأولى من الذهان خطوة مهمة نحو الشفاء.
احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.
الأسئلة الشائعة
ما الفرق بين الفصام و الذهان؟
هل يمكن أن يعود مريض الذهان لطبيعته؟
مشاركة المقال