ما هو مرض باركنسون؟ وكيف يمكن علاجه؟
يبحث أهل المريض دائماً عن تعريف للمسميات العلمية التي يقولها الأطباء، أهل مريضنا اليوم يسألون: ما هو مرض باركنسون؟ ما أسبابه وهل سيشفى منه والدهم أم لا؟ إذ أنهم يستيقظون وينامون على جملة يرددها هذا الأب "جسدي لا يستجيب لي" يشعرهم ذلك بالألم النفسي الشديد، ما جعلهم يصلون لأطباء مستشفيات أندلسية ومدونتهم الطبية للحصول على الإجابة العلمية الدقيقة.
ما هو مرض باركنسون؟
مرض باركنسون هو اضطراب يحدث في الجهاز العصبي وجميع أجزاء الجسم المرتبطة بالأعصاب، ويفقد المريض السيطرة على حركة جسده وقدرته على التوازن بسببه تدريجياً.
يعد هذا المرض شائعاً إلى حدٍ كبير، إذ تقدر الأبحاث أن أكثر من 10 ملايين شخص يعانون من مرض باركنسون حول العالم، كما يحتل المرتبة الثانية بين أمراض الدماغ التنكسية المرتبطة بالعمر، إذ يزداد احتمالية حدوثه مع التقدم في العمر.
تشير الإحصائيات أن الرجال هم أكثر عرضةً للإصابة بمرض باركنسون مرة ونصف أكثر من النساء.
تظهر أعراض مرض باركنسون ببطء وتترك المريض مع حركات لا إرادية وغير مُسيطر عليها، وأكثر هذه الحركات هي الرعشة، ما يُفسر تسمية هذا المرض بالشلل الارتعاشي. قد يلاحظ المريض الرعشة في يد واحدة على سبيل المثال وقد تظهر في الجسد كاملاً.
نتعرف على المزيد من الأعراض والأسباب في السطور التالية، أكمل القراءة.
ما أعراض مرض باركنسون؟
مع أن الرعشة التي تظهر على المريض هي أول ما يخطر على بال الناس عندما نذكر اسم باركنسون أمامهم، ولكن هذا لا يعني أنها العرض الوحيد لهذا المرض.
تتمثل الأعراض المبكرة لمرض باركنسون في:
- صعوبة في الحركة أو المشي.
- بطء الحركة.
- تصلب العضلات، خاصة الكتف أو الورك أو الأطراف.
- عدم القدرة على التوازن وضبط حركة الجسم.
- بطء وهدوء الكلام وأحياناً العكس، قد يُلاحظ سرعة أو تعثر أو تردد قبل الحديث.
- تغييرات الكتابة والخط الصغير.
غالباً ما يعاني مرضى باركنسون من فقدان السيطرة على الحركات الإرادية، فنراهم لا يستطيعون الابتسام أو تحريك أيديهم أثناء المشي.
ما الأعراض المبكرة لمرض باركنسون؟
يُلاحظ الأطباء أن هناك أعراضاً تظهر كدليل على وجود اضطرابات عصبية في بداية اكتشاف المرض والتي قد تشمل:
- الإمساك.
- صعوبة في النوم.
- فقدان حاسة الشم.
- الشعور بالدوار أو الإغماء المفاجئ.
- عدم القدرة على الاستقامة أو الوقوف بشكلٍ طبيعي.
كما يُلاحظ على هؤلاء المرضى أنهم يقومون بالتحديق أو إعطاء تعابير غير ملاءمة مع حالتهم المزاجية، أو الموقف الذي يمرون به. يطلق الناس عليهم أنهم ذو أوجه مقنعة لعدم إعطائهم تعابير الوجه المعتادة.
ما هو الرعاش عند مرضى باركنسون؟
يصيب الرعاش 70-90% من مرضى باركنسون، ما يجعله علامة فارقة في حياة هؤلاء الناس، وهو أول علامة حركية تميز هذا الداء، كما أنه يُطلق عليه رعاش الراحة لأنه يبدأ بالحدوث في أثناء فترات الراحة، ويقل تواتره مع الحركة وفي أثناء النوم.
قد ترتجف اليد أثناء الجلوس، أو حتى في أثناء المشي البطيء دون جهد، ولكنها لا تظهر بوضوح عند القيام بمصافحة شخص ما. وتتدخل هذه الرعشات مع الأنشطة اليومية الروتينية، مثل: الحلاقة والكتابة والمهام الأخرى التي تتطلب إجراء حركات دقيقة.
كما يشرح بعض المرضى أنهم يعانون من حدوث رعشة داخلية وشعورهم بالاهتزاز داخل الصدر أو البطن الذي لا يمكن للناس رؤيته.
يبدأ الرعاش عند أغلب المرضى بشكل غير متماثل في مراحله المبكرة، إذ نراه يؤثر في جانب واحد فقط من الجسم، ويتأثر كلا الجانبين مع تطور المرض.
يلاحظ المرضى تأثير الإجهاد والتعب أو التوتر على تفاقم حالة الرعاش مؤقتًا.
ما أسباب مرض باركنسون؟
إن السبب الرئيسي لحدوث باركنسون هو موت أو تلف بعض الخلايا العصبية في الدماغ، ونتيجة لذلك ينقص إنتاج الدوبامين (هو هرمون أو ناقل عصبي ينقل الرسائل بين الدماغ وباقي الجسم). تسبب انخفاض مستويات الدوبامين نشاطاً غير مألوف وغير طبيعي للخلايا العصبية، ما يُحدِث الأعراض المرافقة لهذا المرض.
يُشير العلماء إلى أن أسباب مرض باركنسون تتمثل في:
- العوامل الجينية: إن 10% إلى 15٪ من جميع حالات مرض باركنسون هي نتيجة العشرات من الطفرات الجينية المتشابهة لهذا المرض في الحمض النووي.
- العوامل البيئية: تشمل عوامل الخطر البيئية المرتبطة بداء باركنسون كالتعرض لمبيدات أو السموم، مثل: غبار المنغنيز، وأول أكسيد الكربون، والأبخرة الناتجة عن اللحام وغير ذلك.
يقول العلماء أن على الرغم مما ذُكر يبقى السبب الواضح لهذا المرض غير معروف، إذ
أن الكثير من مرضى باركنسون ليس لديهم هذه الطفرات الجينية، أو التعرض لعامل بيئي بشكل واضح، لذا يعد البحث عن أسباب مرض باركنسون أمرًا بالغ الأهمية؛ لفهم كيفية تفاعل هذه العوامل عند الأشخاص وكيفية الوقاية منه بشكل أفضل في المستقبل.
مرض باركنسون مجهول السبب
عندما لا يجد العلماء السبب الجيني أو البيئي الواضح لحدوث داء باركنسون، فإنهم يصنفونه على أنه مجهول السبب.
وجد الأطباء أن الكثير من المرضى لديهم حالة اختلال البروتين، وهي حالة من عدم قدرة الجسم على التعامل مع بعض أنواع البروتينات الموجودة في خلايا الدماغ، وأشهرها بروتين يُدعى ألفا سينوكلين α-synuclein، ما يجعله يتراكم ويتكتل ويغير شكله الطبيعي.
لاحظ العلماء وجود هذه التكتلات في أدمغة المرضى على شكل سموه بأجسام ليوي، والذي أدى إلى تأثيرات سامة وتلف للخلايا.
يعد اختلال البروتين أمرًا شائعًا في العديد من الاضطرابات العصبية الأخرى، مثل: مرض الزهايمر ومرض هنتنغتون ( حالة وراثية نادرة تسبب انتكاس للخلايا العصبية في الدماغ)
أسباب أخرى محتملة لمرض باركنسون
يوجد عوامل قد تؤدي إلى إحداث تأثيرات مشابهة لمرض باركنسون، وهي:
- التهاب الدماغ: قد يسبب التهاب الدماغ الشديد مرض باركنسون.
- إصابات الرأس: يمكن أن تتسبب إصابات الرأس المتكررة الناتجة عن الرياضات مثل: الملاكمة وكرة القدم في تلف خلايا الدماغ. يسمى ذلك "باركنسون ما بعد الصدمة."
تعرف أكثر عن إصابات الرأس.
يوجد بعض الأدوية قد تسبب تأثيرًا مشابهًا لمرض باركنسون. سُميت هذه الحالة بمرض باركنسون الكاذب Pseudoparkinsonism، وهي حالة مؤقتة تتوقف بمجرد التوقف عن تناول الدواء مباشرة قبل أن تصبح دائمة. ويمكن استمرار هذه التأثيرات الدوائية لأسابيع أو حتى أشهر بعد التوقف عن تناول الدواء بناءً على نوع ومدة استخدام الدواء.
هل يمكن الشفاء من مرض باركنسون؟
لم يتوصل العلم إلى يومنا هذا لعلاج شاف من مرض باركنسون، ولكن تساهم الأدوية العلاجات الداعمة كالعلاج الطبيعي في التخفيف من حدة الأعراض واحتمالية تفاقمها.
تشمل الأدوية التي تساهم في تدارك الأعراض ثلاثة أنواع رئيسية، وهم:
- ليفودوبا levodopa.
- مشابهات الدوبامين Dopamine agonists، والتي قد تؤخذ عن طريق الفم أو لصقات جلدية.
- مثبطات مونوامين أوكسيديز- ب Monoamine oxidase-B inhibitors، مثل: سيليجلين وراساجيلين.
علماً أن هذه الأدوية ليست كلها مفيدة لمرضى باركنسون، وتختلف تأثيراتها قصيرة المدى لعلاج الحالة الحادة من الأعراض وطويلة المدى، لمنع تفاقم المزيد من الأعراض وتحسين حياة المريض على المدى البعيد.
ما العلاجات الجراحية لمرض باركنسون؟
على الرغم من أن العلاج الدوائي هو أول الخيارات التي يلجأ لها الطبيب، إلا أن في بعض الحالات المتقدمة والمتدهورة من الأعراض المرضية قد يلجأ الطبيب للتدخل الجراحي؛ بهدف تحسين جودة حياة المريض.
يشمل ذلك التحفيز العميق للدماغ (DBS)، إذ يزرع الطبيب جهازاً لتوصيل تيار كهربائي خفيف ومنتظم إلى المناطق التالفة في الدماغ.
يوجد علاجات أخرى ما زالت تحت التجربة وليست منتشرة على نطاق واسع، ولكنها قد تمثل الأمل لهؤلاء المرضى في الشفاء، وتشمل:
- زراعة الخلايا الجذعية: تهدف هذه العملية إلى خلق الخلايا العصبية الجديدة التي تستخدم الدوبامين وتوصله إلى الدماغ وتدعم السيطرة على الخلايا التالفة.
- إصلاح الخلايا العصبية: وهي محاولة من العلم للعمل على إصلاح تلف الخلايا العصبية الموجودة والتحفيز على تكوين خلايا عصبية جديدة.
- المعالجة الجينية: تستهدف هذه العلاجات إصلاح طفرات معينة التي تتسبب بمرض باركنسون، ويعزز بعضها أيضًا من الفعالية الدوائية لدواء الليفودوبا أو العلاجات الأخرى.
اقرأ ايضاً: افضل دكتور مخ واعصاب في جدة.
ما أمراض الجهاز العصبي؟
كشفت إحدى الدراسات أن 1 من كل 4 أشخاص انضم لهذه الدراسة قد تم تشخيصه بشكلٍ خاطئ في بداية الأمر، لذا نقول لك أن أعراض داء باركنسون فقد تتشابه مع أمراض
الجهاز العصبي الأخرى، مثل:
- استسقاء الرأس ذو الضغط الطبيعي Normal Pressure Hydrocephalus.
- الخرف المصحوب بأجسام ليوي Dementia with Lewy Bodies.
- ضمور جهازي متعدد Multiple System Atrophy.
- متلازمة كورتيكوباسال Corticobasal Syndrome.
- الشلل فوق النووي التقدمي PSP.
تكمن خطورة الموقف في أن التشخيص غير الدقيق قد يجعل الأعراض تتفاقم والاستمرار لسنوات على علاج غير ملاءم للحالة المرضية.
ما هو أفضل أدوية لعلاج مرض باركنسون؟
هناك العديد من الأدوية المستخدمة في علاج مرض الباركنسون، منها:
- ستاليفو 50/12.5/200 مجم - stalevo 50/12.5/200mg-tablet
- سيفرول 0.7 مجم - sifrol 0.7mg tablet
- كيمادرين 5 مجم - kemadrin 5mg tablet
إذاً ما هو مرض باركنسون؟ هو مرض عصبي يسبب الرعاش وأعراض حركية تتفاوت في شدتها، لا يصيب باركنسون الأشخاص لنفس السبب، إذ أنه مرض يُلقي اللوم على الجينات تارة وعلى العوامل البيئية تارة أخرى، وما زال العلم يبحث عن الأسباب الواقعية له، والتي يمكن الوقاية منها. يمكن لزيارة الطبيب أن تساعد في تشخيص الحالة مبكراً ما يجعل الأعراض أقل حدة وتحت السيطرة.
احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.
الأسئلة الشائعة
هل مرض باركنسون مرض خطير؟
هل مرض الباركنسون يقتل؟
مشاركة المقال