ما هو التصلب المتعدد؟ وما هي أعراضه؟

قد تتفاجأ عندما تعلم أن الجهاز المناعي يمكن أن يهاجم الجسم نفسه، ليس هذا فحسب، بل أن العديد من الأمراض تنتج بسبب هذا الهجوم الذاتي مثل التصلب المتعدد الذي تستهدف فيه المناعة الجهاز العصبي وتؤثر على أليافه، لينتج إثر ذلك العديد من المضاعفات. نعرفك اليوم من خلال المقال إلى طبيعة المرض: أعراضه وأسبابه، بالإضافة إلى العلاجات المتاحة لتخفيف الأعراض ونبذة عن أمراض الجهاز العصبي الأخرى. 

ما هو مرض التصلب المتعدد؟

يُعد التصلب المتعدد من أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على الدماغ والجهاز العصبي، إذ يهاجم الجهاز العصبي في الجسم الغلاف الذي يغطي الألياف العصبية (المايلين) ما يسبب خللًا في الاتصال بين الدماغ وباقي الجسم، وقد يحدث إثره تلف دائم في الألياف العصبية. 

تتباين أعراض التصلب المتعدد بين الأشخاص، إذ يمكن أن يعاني البعض من أعراض طفيفة، بينما قد يصل الحال إلى عدم القدرة على المشي لدى أشخاص آخرين، ويرجع هذا إلى اختلاف درجة تلف الألياف العصبية وموقعها من الجهاز العصبي.

يتصف مرض التصلب المتعدد كذلك بوجود فترات من نشاط المرض وسكونه، إذ قد تظهر أعراض جديدة تشتد على مدار أيام وأسابيع، ثم تبدأ بالتحسن بشكل تدريجي إلى أن تختفي لتليها بعد ذلك فترة طويلة من سكون الأعراض، وتتكرر هذه الحلقة مرارًا وتكرارًا. 

ما هي أعراض التصلب المتعدد؟

تختلف أعراض التصلب المتعدد بين المصابين لأنّه مرض مناعي ذاتي تتباين فيه المواقع التي تتأثر من الألياف العصبية في الجهاز العصبي بفعل الجهاز المناعي.

نذكر لك من أعراض هذا المرض الآتي:

1. تنميل أو ضعف في الأطراف.
2. شعور بالوخز.
3. الإحساس بما يشبه الصدمة الكهربية، ويحدث حين تحريك الرقبة وبالأخص عند ثنيها إلى الأمام.
4. خلل في تنسيق حركة الجسم.
5. عدم القدرة على المشي أو عدم الاتزان في أثناء السير.
6. فقدان البصر بشكل جزئي أو كلي، وغالبًا ما يبدأ بعين واحدة مع الشعور بوجع عند تحريكها.
7. رؤية الأشياء بشكل مزدوج، أي رؤية صورتين من نفس الشيء.
8. رؤية غير واضحة وضبابية.
9. الشعور بالإرهاق والدوار.
10. خلل في الوظائف الجنسية.
11. مشكلات في الأمعاء والمثانة.
12. ظهور مشكلات في الإدراك.
13. التقلبات المزاجية.
14. عدم وضوح الكلام.

نضيف إلى معلوماتك أن الارتفاع الطفيف في درجة حرارة الجسم قد يؤدي إلى ظهور الأعراض وتفاقمها، ولا تُعد هذه انتكاسةً فعليةً بل كاذبةً لاستمرارها لوقتٍ قصير. 

يجب عدم التأخر عن استشارة الطبيب عند الإصابة بواحد أو أكثر من الأعراض السابقة دون وجود سبب محدد لحدوثها.

ما هي أسباب التصلب المتعدد؟

لا يُعرف السبب وراء مهاجمة الجهاز المناعي للألياف العصبية في مرض التصلب المتعدد، وهكذا يكون الحال في معظم أمراض المناعة الذاتية، إذ يهاجم الجسم نسيجه الخاص.  

يؤدي هذا الهجوم إلى إتلاف المادة الدهنية التي تحمي وتحيط بالألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، ما يؤدي إلى كشف الألياف وإحداث خلل في الرسائل التي تصل إلى الجسم من المخ عبرها. 

تساهم مجموعة من العوامل الجينية والبيئية في زيادة احتمال إصابة بعض الأشخاص بالتصلب المتعدد دون غيرهم، ونعدد منها ما يلي: 

1. العمر: قد يحدث التصلب المتعدد في أي عمر، إلّا أنّه عادةً ما يظهر في الفئة العمرية ما بين 20 - 40.
2. النوع: النساء أكثر عرضةً للإصابة من الرجال.
3. التاريخ المرضي للعائلة: تزيد احتمالية الإصابة إذا كان أحد الوالدين أو الإخوة مصابًا بالتصلب المتعدد.
4. أنواع محددة من العدوى: ترتبط بعض أنواع العدوى بالتصلب المتعدد، مثل: فيروس إبشتاين بار.
5. العرق: تزيد نسب الإصابة لدى أصحاب البشرة البيضاء والأوروبيين خصوصًا، وتقل نسب الإصابة لدى الأفارقة والآسيويين.
6. المناخ: قد يؤثر شهر الميلاد على فرص الإصابة بالتصلب المتعدد، إذ يبدو أن التعرض لأشعة الشمس في أثناء فترة الحمل يقلل من التطور المتأخر لمرض التصلب المتعدد. تكثر الإصابة كذلك لدى سكان البلاد التالية بسبب الطقس غير المشمس مثل كندا وشمال الولايات المتحدة ونيوزيلندا وجنوب شرق أستراليا وأوروبا.
7. فيتامين د: تتسبب قلة التعرض لأشعة الشمس وانخفاض مستويات فيتامين د في زيادة احتمال الإصابة.
8. السمنة: وُجد رابط بين السمنة في الطفولة والإصابة بالتصلب المتعدد لدى الإناث.
9. أمراض المناعة الذاتية: تزيد الإصابة ببعض الأمراض من خطر تطور المرض، ومنها: التهاب الأمعاء، الصدفية، أمراض الغدة الدرقية، السكري من النوع الأول.
10. التدخين: يزيد التدخين من خطر تفاقم أعراض المرض.

اقرأ أيضًا: ما هو داء ديفك؟

هل يمكن الشفاء من مرض التصلب المتعدد؟

تساعد بعض العلاجات في تخفيف الأعراض والتحكم بها، بالإضافة إلى تسريع التعافي من نوبات الانتكاس، لكن لا يوجد علاج للشفاء من مرض التصلب المتعدد بشكل كامل. من الجدير بالذكر، أن بعض الأشخاص قد يعانون من الأعراض بشكل طفيف لا يستلزم العلاج. 

نشارك معك بعض العلاجات المتاحة في الفقرة التالية. 

ما هو علاج التصلب المتعدد؟

قد يصف الطبيب الكورتيكوستيرويدات، مثل: البريدنيزون لتقليل التهاب الأعصاب، و تشمل آثاره الجانبية: الأرق، وزيادة ضغط الدم، وزيادة مستوى السكر، وتقلبات المزاج، واحتباس السوائل. توجد بعض من الأدوية التي تعمل على تقليل تفاقم المرض، مثل:  أوكرليزوماب. 

يحتاج الطبيب إلى تأكيد تشخيص الحالة عن طريق طلب الفحوصات والاختبارات اللازمة، ومن بعدها سيقترح العلاج المناسب حسب شدة الحالة ونوع التصلب المتعدد.  

يعتمد الأطباء كذلك على علاج الأعراض الظاهرة كل على حدى عن طريق الوسائل التالية: 

1. الأدوية الباسطة للعضلات: يخفف من التيبس والتشنج العضلي.
2. الأدوية التي تساعد على تقليل الإرهاق: تستخدم بعض الأدوية لعلاج الإرهاق الناتج عن التصلب المتعدد، ومنها: أمانتادين، مودافينيل، ميثيل فينيدات.
3. العلاجات النفسية: قد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب في حال تأثير المرض على المزاج.
4. الأدوية الجنسية: قد يصف الطبيب المنشطات الجنسية إذا كان المرض يؤثر على الأداء الجنسي بشكل ملحوظ.
5. العلاج الطبيعي: يساعد في تحسين المشي والتوازن وضعف العضلات.

كيف تؤثر أمراض الجهاز العصبي على صحتك؟

يتحكم الجهاز العصبي بكامل وظائف الجسم من حركة وتفكير وردود أفعال تلقائية للتعامل مع العالم من حولك، فهو بمثابة مركز القيادة الذي يؤثر على كل جانب من جوانب الصحة، ولهذا فإن أمراض الجهاز العصبي قد تُحدث خللًا في الوظائف والعمليات التالية:

1. الذاكرة والتعلم.
2. الحواس، مثل: السمع والتذوق واللمس.
3. الحركات، مثل: التوازن والتنسيق.
4. الأداء الجنسي.

نشارك معك نبذةً عن بعض أمراض الجهاز العصبي الأخرى بجانب التصلب المتعدد: 

1. مرض الزهايمر: يؤثر على التفكير والسلوك والقدرة على أداء المهام اليومية، ويحدث نتيجة تكون بعض البروتينات والعناصر الكيميائية في الدماغ والتي تؤثر على وظائفه.
2. الشلل الرعاش: يُعرف بـ مرض باركنسون ويحدث نتيجة خلل في الخلايا العصبية المُنتجة للدوبامين ويؤثر على العضلات والأداء الحركي.
3. الصرع: يتسبب في نوبات متكررة من التشنجات أو فقدان الوعي نتيجة الاندفاعات من النشاط الكهربائي في الدماغ التي تؤثر مؤقتًا على طريقة عمله.

ما هو دواء التصلب المتعدد؟

قد يصف الأطباء مجموعة من الأدوية للتحكم في أعراض التصلب المتعدد، وتشمل:

• أدوية تحفيز المناعة، مثل: اوباجيو 14 مجم Aubagio 14 mg، لأن التصلب اللويحي أو المتعدد يعد من الأمراض المناعية.
• مرخي العضلات، مثل: ريلاكسون Relaxon، لعلاج تيبس العضلات والآلام.
• مضادات الكتئاب، مثل: بروزاك Prozac، و سيبرالكس Cipralex، لتحسين التقلبات المزاجية المصاحبة للمرض.

تعرفت معنا اليوم إلى التصلب المتعدد والكيفية التي يحدث بها المرض، بالإضافة إلى أعراضه التي تتباين بشكل كبير بين المصابين. تطرقنا كذلك إلى أهمية الجهاز العصبي وبعض الأمراض التي تؤثر فيه. نرجو منك عدم التهاون في التوجه إلى الطبيب واستشارته عند ملاحظتك لأي أعراض جديدة لم تكن تشعر بها من قبل مهما كانت بسيطة، إذ يمكن للعلاج المبكر المساعدة في تفادي الكثير من المضاعفات. دمت بأفضل صحة وحال.

 احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.