ما هي أنواع وأعراض الفصام؟
في عالم الصمت الذي يعيشه البعض، تتجلى قصص الصراع والتحديات بوضوح، ويُعد مرض الانفصام أحد تلك القصص الغامضة التي تحمل في طياتها عالماً مختلفاً وأفكاراً ملتوية، هو ليس مجرد مرض، بل هو تجربة تختبر حدود الواقع وتطلق العواطف والأفكار في مساحة لا تُفهم بسهولة، لذا لنتوقف قليلاً مع أعراض الانفصام ونتعرف إلى معاناة المريض الذي ينفصل عن الواقع وتتكرر الأوهام لديه، ونسمع معه الأصوات الداخلية التي تعصف ذهنه وتجعله عالقاً في عالم مظلم.
ما هي أنواع وأعراض الانفصام؟
الانفصام هو اضطراب دماغي مزمن وشديد يؤثر على كيفية تفكير الشخص ومشاعره وسلوكه ما قد يفقده تواصله مع الواقع، وهذا ما جعل العلماء يصنفونه على أنه أحد أنواع الذهان.
إنه حالة معقدة غالباً ما تتطلب إدارة طويلة الأمد، ولم يعرف سببها حتى الآن، ومع ذلك يعتقد الخبراء أن مزيجًا من العوامل الوراثية والبيئية والعصبية والأزمات النفسية تساهم في تطويره.
غالباً ما يبدأ الفصام في سنوات الشباب المبكرة، ويمكن أن يؤثر أيضًا على الأطفال والمراهقين.
تتفاوت أعراض الفصام من شخص لآخر وقد تتغير مع مرور الوقت. يمكن تصنيفها إلى نوعين رئيسيين: أعراض إيجابية وأعراض سلبية وسنتعرف إلى كلا النوعين.
ما هي أعراض الانفصام عند الأطفال والمراهقين؟
يمكن أن يظهر الفصام بشكل مختلف في الأطفال والمراهقين مقارنةً بالكبار، وقد يُلاحظ واحد أو أكثر من العلامات التالية:
- انعزال اجتماعي وانقطاع عن الزملاء في المدرسة.
- تراجع في الأداء الأكاديمي.
- تغيرات في نمط النوم والأرق.
- صعوبة التركيز أو الانتباه.
- أفكار وسلوكيات غريبة أو غير عادية.
- المزاجية الشديدة والقلق والتوتر المفرط.
- عدم الرغبة في ممارسة أساسيات النظافة الشخصية.
- الشك الشديد وتبلد العواطف تجاه الآخرين.
- عدم التمييز بين الأحلام أو ما يشاهدونه في التلفاز وما يحدث في الواقع.
يجب على الآباء والمعلمين أن يكونوا حذرين في التعرف على هذه العلامات والبحث عن مساعدة طبية إذا استمرت أو تفاقمت.
ما هي أعراض الانفصام عند البالغين؟
في البالغين، تظهر أعراض الفصام عادة في نهاية المراهقة أو أوائل العشرينيات، وتشمل أعراض إيجابية، مثل:
- الهلوسات: رؤية أو سماع أو الشعور بأشياء غير موجودة في الواقع. الهلوسات السمعية، مثل سماع الأصوات، هي الأكثر شيوعًا.
- أوهام: الاحتفاظ بمعتقدات خاطئة لا تستند إلى الواقع. يمكن أن تكون الأوهام متعلقة بالاضطهاد، أو حالات جنون العظمة، أو السيطرة، وهي ما ينتج عنها تصرفات غير منضبطة.
- تفكير وكلام مشتت: صعوبة في تنظيم الأفكار والتعبير عنها. يمكن أن يصبح الكلام غير مترابط أو غير منطقي.
- التوقف المفاجئ عن الكلام أو ما يطلق عليه الجامود (الكاتاتونيا Catatonia).
أما عن الأعراض السلبية للانفصام فهي تتمثل بغياب السلوكيات الطبيعية أو المعتادة لدى هؤلاء المرضى، وهي غالباً ما تتمثل في:
- قلة إظهار المشاعر والتعبير عن العواطف.
- الانسحاب من التجمعات الاجتماعية والعزلة.
- فقدان الطاقة والاهتمام، وخسارة المتعة في الأحداث والحياة بشكل عام.
- تغير في عادات النظافة والعناية بالنفس.
- ثبات الانفعالات وعدم الاكتراث لشيء.
ما هي أنواع الانفصام؟
الفصام هو اضطراب عقلي يمكن أن يسبب مجموعة واسعة من الأعراض، وبناء عليه صُنفت أنواعه المختلفة، بما فيها الآتي:
- الفصام البارانويدي أو فصام جنون العظمة: يتميز هذا النوع من الفصام بالأوهام والهلوسات، غالبًا يترافق مع الشعور بالاضطهاد أو المؤامرة أو العظمة.
- الفصام غير المنتظم: يتميز هذا النوع من الفصام بالكلام والسلوك غير المرتب أو المنظم، والمشاعر السطحية أو غير المناسبة، والهلوسات أو الأوهام. قد يتحدث المريض بأسلوب غير منطقي ويجد الآخرون صعوبة في فهمه.
- الفصام الجامودي: يُعد من الأنواع النادرة لانفصام الشخصية، ويتميز بحركات غير عادية ومفاجئة. يتغير حال المريض بشكل متكرر بين نشاط مفرط وسكون تام، لا يتحدث كثيرًا ولا يستجيب للمؤثرات الخارجية، وقد يصبح جسده جامدًا.
- الفصام غير المتميز: يُشخص المريض بهذا النوع عندما تكون أعراضه غير واضحة ولا تتماشى مع نوع محدد من الفصام، ولكن قد تجمع بين أعراض العديد من الأنواع.
- الفصام المتبقي: يُشخص المريض بهذا النوع إذا كان مصابًا بالفصام، ولكن معظم أعراضه انحسرت وبقيت بعض الأعراض السلبية فقط، مثل الحركة البطيئة وضعف الذاكرة وقلة التركيز وسوء النظافة، ولا يعاني حالياً من أعراض إيجابية بارزة مثل الأوهام أو الهلوسات.
معظم الأطباء لم يعدوا يستخدمون هذه التصنيفات بشكل كبير، بل يُشخص الفصام كمرض عام.
ما هو الفرق بين الفصام والانفصام؟
هناك العديد من المصطلحات المستخدمة لوصف الأمراض النفسية، ولكن كثرة المسميات أدى إلى ارتباك الناس وسؤالهم المستمر حول الفروقات بين هذه المصطلحات الطبية.
نُجيب على هذا التساؤل أنه لا يوجد فارق بين الفصام والانفصام في الشخصية والشيزوفرينيا، فكل هذه المصطلحات تشير إلى نفس المرض أو الاضطراب النفسي الذي نتحدث عنه في هذا المقال.
ما هو اختبار انفصام الشخصية؟
قد ينصح البعض الذين لديهم شكوك بمثل هذا المرض بإجراء الاختبارات النفسية المخصصة الموجودة على الإنترنت، ولكن من المهم ملاحظة أن هذه الاختبارات ليست بديلاً عن التشخيص المهني من قبل الطبيب. إذا كنت تعتقد أن لديك أعراض انفصام الشخصية أو حالة أخرى بعد إجراء الاختبار، فتواصل مع أخصائي رعاية صحية مؤهل لإجراء تقييم كامل.
وعلى الرغم من أنه لا يوجد اختبار محدد لتشخيص الفصام، إلا أن الأطباء المختصين يعتمدون على الفحوصات السريرية ومراقبة الأعراض والتقييمات النفسية لتشخيص الحالة.
تشخيص الفصام يشمل تقييمًا شاملاً للأعراض والتاريخ الطبي وتاريخ العائلة. يجب إجراء تقييم دقيق لاستبعاد الأسباب الأخرى الممكنة للأعراض ومن ثم بدء رحلة العلاج الأنسب.
ما هي علاقة انفصام الشخصية والزواج؟
يمكن أن يؤثر الفصام على العلاقات، بما في ذلك الزواج. قد يكون من الصعب على الشركاء فهم أعراض الفصام، مثل الأوهام والهلوسة والتفكير غير المنظم، والتعامل معها، لذا من المهم أن يكون لدى كل من الشريكين تواصل مفتوح وصريح والبحث عن الدعم والتثقيف حول الحالة.
من خلال المساعدة المناسبة، من الممكن الحفاظ على علاقة صحية طويلة الأمد بعد تشخيص إصابة الشريك بالفصام. قد يتضمن ذلك طلب العلاج للشخص المصاب بالفصام، وتعلم مهارات التأقلم، وإيجاد طرق للتواصل للشريك بشكل فعال.
ما هو علاج الفصام؟
غالبًا ما يشمل علاج الفصام مزيجًا من الأدوية والعلاج والخدمات الداعمة. الهدف هو تقليل الأعراض ومنع حدوث النوبات المتكررة منها وتحسين الجودة العامة للحياة.
- الأدوية المضادة لمرض الذهان هي الأدوية الأكثر شيوعًا لمرض الانفصام، إنها تساعد في التخفيف من الأعراض عبر التأثير على توازن الناقلات العصبية في الدماغ. يُعد كلوزابين من أكثر مضادات الذهان فعالية لمثل هذه الحالات.
- العلاج النفسي الاجتماعي: ويشمل العلاج السلوكي المعرفي الذي قد يساعد الأفراد في تحدي وتعديل أفكارهم وسلوكهم. كما يمكن أن يقدم العلاج الأسري وتدريب المهارات الاجتماعية دعمًا وتحسينًا في التواصل داخل الأسرة.
يحتاج الأشخاص المصابون بالفصام إلى علاج مدى الحياة، ولكن كلما بدأ العلاج مبكرًا، زادت فرص الشفاء وتحسين نوعية الحياة. يمكن أن يساعد دمج العادات الصحية مثل ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي وإدارة التوتر في تخفيف تحديات الفصام.
من المهم أن نلاحظ أن علاج الفصام يجب أن يكون بشكل فردي للغاية، وما يصلح لشخص واحد قد لا يصلح لشخص آخر. عادة ما يقوم طبيب نفسي ذو خبرة في علاج الفصام بتوجيه العلاج، وقد يضم فريق العلاج متخصصين آخرين في الرعاية الصحية.
كيف تتعامل مع مريض انفصام الشخصية؟
تلعب العائلة دورًا حاسمًا في إدارة الفصام. التثقيف حول الحالة والتواصل المفتوح والمشاركة في اتخاذ قرارات العلاج يمكن أن يساعد في إيجاد بيئة داعمة للفرد.
يتطلب العيش مع الفصام إدارة ودعم مستمرين، وتذكر أنه بحاجة لحبك ودعمك، لذا اتبع النصائح الآتية:
- رافق المريض إلى جلسات العلاج وشجعه على الالتزام بخطة العلاج.
- اقرأ عن أعراض الفصام من مصادر موثوقة لتكون على استعداد لمساعدته.
- تجنب البيئة المحبطة للمريض والمليئة بالتوتر، فالهدوء مهم.
- كن صبورًا ولا تجعل المريض يشعر بأنه عبء.
- شجّع المريض على أداء مهامه اليومية بدلًا من القيام بها عنه.
- استمع بصبر للمريض وامنحه وقتًا للتحدث.
- عبّر عن تعاطفك وقبولك للمريض.
- امدح المريض وشجعه عند أداء أمور صحيحة لتحفيزه.
ما هي الأدوية المستخدمة في علاج الفصام؟
يمكن للطبيب أن يصف الأدوية المضادة للذهان لأنها تساعد في التخفيف من أعراض الفصام، ومن هذه الأدوية:
- كلوزابين clozapine.
- زوليندا zolinda.
- زيبريكسا zyprexa.
في الختام، فهم أنواع وأعراض الفصام أمر بالغ الأهمية للكشف عنه وإدارة هذه الحالة الصحية المعقدة. الكشف المبكر، والعلاج المناسب، والدعم المستمر يمكن أن يحققوا فرقًا كبيرًا في حياة الأفراد المصابين بالفصام وعائلاتهم. إذا كنت أنت أو شخص تعرفه تعاني من أعراض الفصام، فمن المهم البحث عن مساعدة محترفة للحصول على تشخيص دقيق وخطة علاج مخصصة.
احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.
الأسئلة الشائعة
هل مريض انفصام الشخصية يعلم أنه مريض؟
هل الفصام مرض عقلي أم نفسي؟
هل يمكن الشفاء من مرض الفصام نهائياً؟
مشاركة المقال