كيف تكتشف مبكراً مرض الزهايمر وما هي أسبابه؟
يعد مرض الزهايمر من الأمراض المزمنة التي تُشكل تحديًا كبيرًا في جميع أنحاء العالم، وأشارت أبحاث وزارة الصحة السعودية عن وجود 130 ألف حالة إصابة في السعودية ما ينفي أنه جزء طبيعياً أو عرضاً من أعراض الشيخوخة. إنه حالة تدهور تدريجي لوظائف الدماغ، تؤثر بشكل كبير على القدرة العقلية والذهنية للأشخاص المصابين به، وترتبط في الغالب بكبار السن، إلا أنها يمكن أن تصيب الأشخاص الأصغر سناً.
سنقدم في هذا المقال معلومات موثوقة حول مرض الزهايمر، بناءً على الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة، ونأمل أن يكون مرجعًا قيمًا للباحثين والمهتمين بهذا الموضوع، ويساهم في نشر الوعي بأهمية الكشف المبكر عن هذا المرض وتوفير العلاج الفعال للمرضى، ودور الرعاية الاجتماعية والدعم النفسي في تحسين جودة حياتهم ومساعدتهم على التعامل مع هذا التحدي الصحي الكبير.
ما هو مرض الزهايمر؟
يُعد مرض الزهايمر حالة مرضية مزمنة تؤثر على الدماغ تدريجياً، وتتسبب في تدهور الوظائف العقلية والذهنية، وتؤثر في كفاءة الذاكرة وتراجع القدرات الإدراكية وطرق التفكير والسلوك والتفاعل اليومي للمريض، ويمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تقلص وموت خلايا الدماغ.
يزداد خطر الإصابة بمرض الزهايمر عند كبار السن تدريجياً، وتظهر الأعراض في أغلب الأحيان لأول مرة بعد سن الستين، هذا لا ينفي احتمالية الإصابة للأشخاص الأصغر سناً، ولكنه في حالات نادرة.
تفسر آلية تأثر خلايا الدماغ بانخفاض النواقل العصبية لدى هؤلاء المرضى، مثل: الأستيل كولين، ويختلف مدى تأثر المناطق المختلفة من الدماغ على الأعراض التي تظهر عند كل فرد.
الخرف، الاسم العلمي للتدهور الإدراكي والتغيرات السلوكية، هو سمة مميزة لمرض الزهايمر، ويشمل طيف واسع من الشدة، بدءًا من التدهور الإدراكي الخفيف للمريض (مرض الزهايمر المبكر) إلى الخرف الشديد التي يحتاج الأفراد فيه إلى مساعدة شاملة في الأنشطة اليومية.
مرض الزهايمر المبكر
يطلق على الحالة البدئية للأعراض أو الحالة الخفيفة بمرض الزهايمر المبكر، ويتميز بأعراض خفيفة الشدة غالبًا ما يتجاهلها الأفراد.
إنه حالة تُكتشف لدى الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا، ويمثل حوالي 5 إلى 6% من الحالات فقط.
ما هي أعراض بداية مرض الزهايمر؟
إن المعرفة والوعي بالعلامات أو الأعراض التحذيرية البدئية لمرض الزهايمر هي أحد أهم سُبل الوقاية من تقدم الحالة وتدهورها للأسوأ بشكل سريع، لذا إذا كنت تظن أن فقدان الذاكرة الذي يعطل الحياة اليومية هو معنى مرض الزهايمر، فعليك أن تتطلع على الأعراض التالية:
- ضعف القدرة على التركيز والتذكر.
صعوبة في تذكر الأحداث أو المحادثات الأخيرة.
إضاعة بعض الممتلكات أو نسيان أماكن وضعها.
صعوبة في حل المشكلات والتخطيط.
التغيرات في المزاج والسلوك.
صعوبة إكمال المهام المألوفة أو الأنشطة اليومية.
الخلط بين الأوقات والأيام.
مشكلات في التحدث أو الكتابة بشكل صحيح.
نذكر هذه العلامات لكم من أجل مساعدتكم في الكشف المبكر عن مرض الزهايمر، إذ قد يساعد التدخل والعلاج المبكر في إبطاء تقدم المرض وتحسين جودة الحياة.
ما هي أعراض مرض الزهايمر؟
ذكرنا لكم أعراض بداية المرض، قد تختلف قليلاً كلما تقدمت الحالة أو تُركت دون تدخل طبي، وتظهر على شكل أعراض، مثل:
مشكلات في الذاكرة تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
صعوبات التفكير والتراجع في القدرات الإدراكية.
الارتباك والتوتر المستمر والوساوس ومشاعر الضياع.
اضطرابات في الكلام وصعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة أو متابعة المحادثات.
الأرق أو اضطرابات النوم.
تغيرات في الشخصية والسلوك وتقلبات المزاج والانفعالية والانعزال الاجتماعي.
مواجهة صعوبة في أداء المهام اليومية.
من المهم التنويه إلى أنه على الرغم من أن هذه الأعراض قد تشير إلى مرض الزهايمر، إلا أن التقييم الطبي الشامل ضروري للتشخيص الدقيق وتحديد المشكلة العصبية.
ما أسباب مرض الزهايمر؟
لم تُفهم بالضبط أسباب مرض الزهايمر حتى الآن، ويعتقد الباحثون أن مجموعة من العوامل متهمة في ذلك، مثل:
العوامل الجينية: على الرغم من أن معظم حالات مرض الزهايمر لا تحتوي على سبب واحد وراثي، ولكن ارتبطت الطفرات في مختلف الجينات التي تسري بين العائلات بزيادة معدلات الإصابة، بما في ذلك الجين APOE.
التراكم غير الطبيعي للبروتينات في الدماغ، مثل: تراكم بقع بروتين البيتا-أميلويد، فغالباً عندما تجتمع وتكتل أجزاء هذا البروتين معًا يكون لها تأثير سام على الخلايا العصبية، وتشكل رواسبها لويحات داخل خلايا الدماغ ما يعطل الاتصال فيما بينها.
كمثال آخر على ذلك، بروتينات التاو، التي تعمل على نقل العناصر الغذائية والمواد الهامة لدعم صحة الخلايا العصبية. تُشير بعض الأبحاث أنهم وجدوا لدى مرضى الزهايمر يتغير شكلها وتترتب في هياكل تسمى التشابك الليفي العصبي، تعطل هذه الهياكل عمليات النقل العصبي وتُحدث تلف للخلايا في الدماغ.
يعد التقدم في العمر والتعرض للعوامل البيئية أكبر عوامل خطر أيضاً، إذ يزداد احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر بتقدم الفرد في العمر.
كما تؤثر عوامل أخرى في احتمالية الإصابة، مثل: الصحة القلبية والأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة على خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
ما زالت تهدف الأبحاث المستمرة إلى فهم هذه العوامل وتأثيرها في تطور وتقدم المرض.
كيف يمكن تشخيص مرض الزهايمر؟
ينطوي تشخيص مرض الزهايمر على تقييم شامل للتاريخ الطبي والفحص البدني والاختبارات الإدراكية والإجراءات التصويرية، إذ يُشخّص المريض عبر تقييم شامل للأعراض وإجراء اختبارات الذاكرة واستبعاد أي أسباب أخرى محتملة لتدهور الإدراك.
في بعض الحالات، قد يلجأ طبيب المخ والأعصاب لإحالة الأفراد إلى عيادات مختصة أخرى للحصول على تقييمات أكثر تفصيلًا، بما في ذلك تصوير الدماغ؛ لاكتشاف التغيرات الهيكلية وتحليل العوامل البيولوجية لتحديد البروتينات المرتبطة بمرض الزهايمر.
على الرغم من عدم وجود اختبار نهائي لمرض الزهايمر، إلا أن هذه التقييمات توفر معلومات قيمة للمساعدة في التشخيص والتخطيط للعلاج.
هل يوجد علاج لمرض الزهايمر؟
على الرغم من عدم وجود علاج حالي لمرض الزهايمر، يمكن أن تساعد مجموعة من الأساليب العلاجية في إدارة الأعراض وإبطاء تطور المرض وتحسين جودة حياة الأفراد ليتعايشوا معه.
العلاجات الدوائية، مثل: مثبطات إنزيم الأستيل كولينستيراز التي تستخدم لتحسين وظائف الدماغ وتأخير تدهور الوظائف العقلية، وأشهر أمثلتها الدونيبيزيل (Donepezil) والريفاستيجمين (Rivastigmine).
من الخيارات الدوائية التي كثيراً ما يلجأ لها الأطباء هي الأدوية المستهدفة للجلوتامات، ومنها الميمانتين (Memantine)، للتخفيف من الأعراض وتعزيز وظائف الإدراك.
لا زالت الأبحاث تعمل على أخذ موافقة بعض العلاجات الأخرى، وأهمها الأدوية المناعية، مثل: ليكانيماب (lecanemab).
تشمل الخطة العلاجية أحياناً لهؤلاء المرضى بعض الأدوية المساعدة لتخفيف الأعراض بناء على حالة كل مريض، مثل:
- الأدوية المضادة للقلق.
- مضادات الاختلاج.
- مضادات الذهان.
تستخدم هذه الأدوية تحت إشراف طبيب مختص وبحذر ولفترات قصيرة.
بالإضافة للأدوية التي ذُكرت تساعد الطرق غير العلاجية في رحلة الرعاية الطبية مع هؤلاء المرضى، ومن هذه الطرق:
الدعم والرعاية الطبية: إذ تؤثر التدخلات غير الدوائية، مثل: العلاج المحفز للذاكرة والعلاج الوظيفي وتعديلات نمط الحياة بشكل كبير على جودة حياة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر.
الرعاية الاجتماعية والنفسية: إن مرض الزهايمر لا يؤثر فقط على الأفراد بذاتهم، بل يؤثر أيضًا بشكل كبير على عائلاتهم ومرافقيهم. قد يكون العناية بشخص مصاب بمرض الزهايمر أمرًا صعبًا على الصعيد العاطفي والجسدي.
لذلك من المهم بالنسبة للمرافقين أن يبحثوا عن الدعم، والوصول إلى المختصين في مثل هذه الحالات وتعلم المزيد عن المرض لتقديم أفضل رعاية ممكنة، لأن هذه التدخلات السلوكية والتعليمات البسيطة قد تسهل كثيراً في عملية التواصل معهم وتعزيز استقلاليتهم في أداء المهام اليومية.
يُنصح بالتعاون مع أطباء الأمراض العصبية وفرق الرعاية الصحية متعددة التخصصات لتقييم الحالة الفردية وتحديد الخطة العلاجية الأمثل لمريض الزهايمر.
مرض الزهايمر قد يكون تحديًا كبيرًا للمرضى وأفراد عائلاتهم ويؤثر عليهم نفسيًا بشكل كبير، ولكن من خلال التعاون مع الفريق الطبي المختص وتطبيق العلاجات المناسبة والاستفادة من الدعم الاجتماعي والعاطفي يمكن تحسين جودة الحياة وتخفيف الأعراض المصاحبة للمرض. يُجدر بالذكر أن الكشف المبكر عن مثل هذه الأمراض العصبية يلعب دورًا حاسمًا في تقديم العلاج الفعال وتقليل المضاعفات. لذلك، إذا لاحظت وجود أعراض غير طبيعية أو مبررة لدى أحد أحبائك، فعليك التوجه لاستشارة الأطباء المختصين مباشرة.
احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.
الأسئلة الشائعة
ما كيفية الوقاية من مرض الزهايمر؟
متى تبدأ أعراض مرض الزهايمر؟
مشاركة المقال