ما أعراض سرطان الفم وأسبابه وما هي طرق الوقاية منه؟

سرطان الفم هو الأكثر شيوعًا من بين سرطانات الرأس والعنق، ويؤثر بشكل رئيسي على الأفراد الذين تتجاوز أعمارهم 60 عامًا، ونظرًا لشيوعه، كان من المهم أن نتطرق إلى كل ما يخصه. نتناول في هذا المقال مراحل سرطان الفم وأسبابه وعوامله وأعراضه وما هي طرق العلاج المحتملة له وكيف يمكن الوقاية منه؟ 

ما هي مراحل سرطان الفم؟ 

قبل أن نتطرق إلى مراحل سرطان الفم يجب أن نفهم ما هو هذا النوع من السرطان. سرطان الفم مصطلح يُستخدم لوصف السرطان الذي ينشأ في أنسجة وتجويف الفم  ويؤثر على أجزاء متعددة من الفم، بما في ذلك الشفتين، واللسان، واللثة، والخدود، وسقف وأرضية الفم، بالإضافة إلى منطقة الحلق الخلفية، واللوزتين، وقاعدة اللسان.  

تكمن مشكلة سرطان الفم في أنه مؤلمًا للغاية وغالبًا ما يحتاج إلى عملية جراحية للاستئصال الفوري له منعًا من الانتشار.  

مراحل سرطان الفم 

عادةً ما يتم تصنيف سرطان الفم باستخدام نظام TNM، الذي يحدد مدى انتشاره. تتراوح مراحل سرطان الفم من المرحلة 0 إلى المرحلة الرابعة، مع الأخذ في الاعتبار أن المرحلة الرابعة هي الأخيرة والأكثر خطورة، والمراحل بالتفصيل كالآتي: 

• المرحلة 0: وفيها يكتفي السرطان بالانتشار في الطبقة السطحية من الخلايا ولا يغزو الأنسجة الأعمق.
• المرحلة I: في هذه المرحلة، يكون الورم صغيرًا ومحصورًا، إذ يبلغ حجمه 2 سنتيمتر أو أقل، ولم ينتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة أو المواقع الأخرى.
• المرحلة II: الورم في هذه المرحلة أكبر من المرحلة I لكنه لا يزال محصورًا في الفم. قد يكون حجمه بين 2 و4 سنتيمترات وقد يكون قد انتشر أو لم ينتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة.
• المرحلة III: في هذه المرحلة، نما الورم بشكل أكبر وغزى الأنسجة القريبة، وقد  يكون انتشر إلى عقدة واحدة ليمفاوية على نفس الجانب من العنق.
• المرحلة IV: هذه هي المرحلة الأكثر تقدمًا، إذ نما الورم بشكل واسع، وقد اجتاح الأنسجة المحيطة به وانتشر إلى عدة عقد ليمفاوية أو مواقع بعيدة، مثل الرئتين أو العظام.

تحديد مرحلة السرطان من الأمور الهامة للطبيب المختص وذلك لكي يختار نهج العلاج الأنسب. 

ما هي أسباب الإصابة بسرطان الفم؟  

غالبًا ما يكون السبب الدقيق لسرطان الفم غير معروف، ولكن هناك عوامل معينة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة به ومنها الآتي: 

• استخدام التبغ: التدخين أو استخدام منتجات التبغ بدون دخان يزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم.
• عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV): تم ربط بعض سلالات فيروس الورم الحليمي البشري، وخاصة سلالات HPV16 وHPV18، بزيادة خطر الإصابة بسرطان الفم.
• التعرض لأشعة الشمس: أثبتت الأبحاث العلمية أن التعرض المطول لأشعة الشمس، بشكل خاص للشفتين، دون حماية كافية، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الشفة.
• سوء النظافة الفموية: الإهمال في النظافة الفموية، بما في ذلك العناية السيئة بالأسنان وعدم إجراء فحوصات دورية للأسنان، يمكن أن يساهم في تطور سرطان الفم.
• العمر والجنس: يزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم مع تقدم العمر، إذ تحدث معظم الحالات في الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عامًا. الرجال أيضًا أكثر عرضة لسرطان الفم من النساء.

كل هذه العوامل وأكثر يمكن أن تزيد من فرصة الإصابة بسرطان الفم، لذا من المهم أن تتجنب قدر ما تستطيع من هذه العوامل.  

ما هي عوامل خطر الإصابة بسرطان الفم ؟ 

بالإضافة إلى العوامل المذكورة أعلاه، هناك عوامل أخرى تزيد من عرضة الشخص للإصابة بسرطان الفم، وتشمل: 

• العوامل الوراثية: بعض التحورات الجينية والحالات الموروثة قد تجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم.
• التاريخ السابق للإصابة بسرطان الفم: الأشخاص الذين أصيبوا سابقًا بسرطان الفم يعانون من مخاطر أعلى للإصابة به مرة أخرى.
• التاريخ العائلي: وجود قريب من العائلة، مثل الوالدين أو الأشقاء، لديه تاريخ من سرطان الفم يمكن أن يزيد من الخطر.
• ضعف المناعة: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في نظامهم المناعي، مثل الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية (HIV/AIDS) أو يخضعون لزراعة أعضاء، يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم.
• مخاطر العمل: بعض المهن التي تتضمن التعرض لمواد كيميائية معينة، مثل الأسبستوس والفورمالدهيد والنيكل، قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم.

ما هي أعراض سرطان الفم؟ 

اكتشاف سرطان الفم في مراحل مُبكرة يساهم بقوة في زيادة فرص نجاح العلاج وتحقيق الشفاء، لذا من المهم التعرف إلى أعراضه الشالئعة وهي كما يلي:   

• تقرحات في الفم لا تُشفى حتى بعد تاريخ ظهورها بأسبوعين.
• بقع حمراء أو بيضاء على اللثة، أو اللسان، أو بطانة الفم.
• نزيف غير مفسر في الفم.
• تكتل في الفم أو الحلق.
• صعوبة أو ألم أثناء المضغ أو البلع أو الكلام.
• تنميل أو ألم في الفم أو الوجه أو الرقبة.
• حكة في الحلق أو شعور بوجود شيء معلق في الحلق.
• قشعريرة أو تغير في الصوت.
• فقدان وزن غير مبرر.
• آلام في الأذن.

من المهم ملاحظة أن هذه الأعراض قد لا تشير بالضرورة إلى سرطان الفم، إذ يمكن أن تكون ناجمة عن حالات أخرى متنوعة. ومع ذلك، إذا استمرت أي من هذه الأعراض لمدة تزيد عن أسبوعين، فإنه من الضروري مشاورة طبيب أورام لإجراء تقييم وتشخيص دقيق. 

كيف يتم تشخيص سرطان الفم ؟ 

عندما يشتبه  طبيب مختص في سرطان الفم استنادًا إلى الأعراض والفحص الجسدي، فإنه يتعين إجراء اختبارات وإجراءات تشخيصية إضافية لتأكيد التشخيص وهي كالآتي:  

• الفحص الجسدي: يفحص الطبيب المختص الفم والحلق بحثًا عن تغيرات غير طبيعية، مثل الكتل أو القروح أو التصبغات غير الطبيعية.
• استئصال عينة: تُؤخذ عينة من الأنسجة من المنطقة المشكوك بها وتُرسل إلى مختبر للتحليل لتحديد ما إذا كانت الخلايا غير الطبيعية سرطانية أو لا وإذا كان هناك سرطان فما هي مرحلته.
• الأشعة: بعض الأشعة مثل الأشعة السينية، والأشعة المقطعية (CT)، والرنين المغناطيسي (MRI) تساعد الأطباء على تقييم مدى انتشار السرطان وما هي الأعضاء الأكثر تضررًا به.
• المنظار: يمكن استخدام أنبوب رقيق ومرن مزود بكاميرا في النهاية (endoscope) لفحص داخل الفم والحلق ومناطق أخرى لتحديد أية تغيرات أو علامات للسرطان.
• استئصال عقد ليمفاوية: إذا بدا في الفحص الجسدي أنه هناك عقد ليمفاوية في العنق متضخمة، تُستئصل عينة منها لتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر إليها أم لا.
• كل هذه الفحوصات والاختباؤت تساعد بقوة على تحديد خطة العلاج المناسبة مما يزيد من فرص الشفاء.

ما هو علاج سرطان الفم؟ 

يعتمد اختيار طريقة العلاج المناسبة لسرطان الفم على عوامل عديدة منها: مرحلة وموقع السرطان والصحة العامة للمريض، وتشمل الخيارات العلاجية الرئيسية لسرطان الفم ما يلي: 

• الجراحة: غالبًا ما يلجأ الأطباء للتدخل الجراحي لإزالة الورم وتقليل احتمالية انتشاره، ويتضمن هذا التدخل إزالة الأورام السرطانية والعقد الليمفاوية القريبة.
• العلاج الإشعاعي: يعتمد هذا النوع من العلاج على أشعة عالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية وتقليل حجم الورم يمكن استخدامه كعلاج أولي أو جنبًا إلى جنب مع الجراحة أو العلاج الكيميائي.
• العلاج الكيميائي: يتضمن العلاج الكيميائي استخدام الأدوية لقتل الخلايا السرطانية أو عرقلة نموها، ويُعطى قبل الجراحة لتقليل حجم الأورام أو بعد الجراحة لتدمير أي خلايا سرطانية متبقية.
• العلاج المستهدف: يعتمد هذا العلاج على أدوية تستهدف بشكل خاص الخلايا السرطانية، مما يحد من نموها ويقلل من الضرر الذي قد يلحق بالخلايا الصحية.
• العلاج المناعي: يعزز  هذا العلاج نظام المناعة للجسم للتعرف إلى الخلايا السرطانية وتدميرها. يمكن استخدامه كعلاج مستقل أو بالاشتراك مع العلاجات الأخرى.

كيف يمكن الوقاية من سرطان الفم؟ 

على الرغم من أنه قد لا يكون من الممكن منع السرطان بشكل كامل إلا إنه هناك تعديلات في نمط الحياة واحتياطات يمكن أن تساعد في تقليل الخطر، فيما يلي بعضًا من الإجراءات الوقائية:  

• الإقلاع عن التدخين.
• الحفاظ على نظافة الفم الجيدة: التنظيف الدوري، واستخدام خيط الأسنان، وإجراء فحوصات دورية للأسنان يمكن أن يساعد في اكتشاف أي تغيرات في وقت مبكر.
• التطعيم: التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان الفم.
• السلامة المهنية:  من المهم اتباع إجراءات السلامة والاحتياطات الصحية الصحيحة إذا كنت تعمل في مهنة تتعلق بزيادة خطر الإصابة بسرطان الفم.

ما هي مضاعفات سرطان الفم؟ 

يُسبب سرطان الفم  أو عدم إكمال العلاج مضاعفات كثيرة تؤثر على حياة المريض بشكل كبير ومنها:  

• صعوبة في التحدث والمضغ أو البلع.
• فقدان حاسة التذوق.
• جفاف في الفم.
• مشكلاتفي بنية الأسنان.
• تشوهات في الوجه.
• معاودة السرطان مرة أخرى.

ما هي الأدوية التي تُستخدم في علاج سرطان الفم؟

من الأدوية الاسساية التي تُستخدم بكثرة في علاج سرطان الفم هي:

• سيبلاتين cisplatin.
• كاربوبلاتين carboplatin.
• فلورويوراسيل Flurouracil.

ختامًا، سرطان الفم من الحالات المرضية الخطيرة التي تطلب وعيًا كبيرُا بالأعراض المحتملة له لضمان الكشف المبكر والتشخيص الدقيق وهذا ما يساعد في زيادة فرص الشفاء لاحقًا. ناقشنا فيما سبق كل أعراض سرطان الفم وأسبابه ومراحله وما هي طرق العلاج المتوفرة وما الذي يمكن عمله لتقليل خطر الإصابة به. إذا ما لاحظت أيًا من الأعراض السابق ذكرها لا تهلع واستشر طبيبك المختص والتزم بكل التعليمات والعلاج الذي يقرره.

احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.