ما الفرق بين الأكزيما والصدفية؟

يبدو أن الأمر يزداد صعوبة عندما تحاول التفرقة بين أنواع الحالات الجلدية التي  تَطَّلِع عليها على الإنترنت. تتشابه وتتشابك الأعراض في مُخيّلتَك، ولا تحصل على إجابة شافية لسؤال مثل ما الفرق بين الأكزيما والصدفية؟ لذا نكتب لك هذا المقال لتحصل على المعلومة الطبية الصحيحة وتفرق بين المرضين وتتعرّف على أسباب كل منهما وما هي طُرق العلاج؟ 

ما الفرق بين الأكزيما والصدفية؟

تجتمع حالة الطفح الجلدي، والحالة الالتهابية، وبقع الجلد ذات اللون الأحمر المثيرة للحكة في كلا المرضين لتجعلك في حيرة ما بينهم. 

يُحدد الاختلاف بينهم بشكل رئيسي بنظرة أعمق حول ما هو السبب الكامن وراء كلا المرضين؟ 

الصدفية، هي أحد أمراض المناعة الذاتية، مما يعني فرط نشاط الجهاز المناعي الذي يسرع نمو خلايا الجلد. لتستمر في النمو والتراكم على طبقات الجلد وتظهر على الشكل الأبيض الذي تراه. 

أما عن الأكزيما، فالسبب يكون أكثر تعقيدًا ويصعُب تحديده. ولكن بمجرد أن يتعرض الجسم داخليًا أو خارجيًا لمحفز، يُبالغ جهاز المناعة في رد فعله. كما تشمل العوامل الوراثية والبيئية دورًا في إثارة هذه الحالة المرضية.

ما العلامات الواضحة في الفرق بين الأكزيما والصدفية؟

تُحدث الأكزيما غالباً حساسية واحمرار أكثر شدة ومحرضة للحك  المفرط الذي قد يصل إلى نزف الجلد بسببه.

وعلى الرغم من أن الإصابة قد تحدث في أي عمر، إلا أن الإكزيما تصيب الأطفال غالبًا وتستمر، بينما تظهر الصدفية عادةً في مرحلة البلوغ المبكرة أو بعدها.

من ضمن المعلومات الفارقة بين المرضين هو أن مرضى الأكزيما حساسون للحرارة ويكرهون فصل الصيف. إن الطقس الحار والتعرق يحرض لديهم توهج الجلد والحكة. 

وذلك على عكس أغلب مرضى الصدفية الذين يعتبرون أشعة الشمس نعمة عليهم؛ إذ أن ضوء الشمس وأشعة فوق البنفسجية UVB قد يُبطئ النمو غير الطبيعي لخلايا الجلد. ويستخدم كعلاج طبي لهؤلاء المرضى.

لنتعرف أكثر ضمن سطورنا التالية عن كلا المرضين وما هي أهم الأسباب والفروقات بينهم.

ما هي الأكزيما؟

هي مجموعة من الحالات الالتهابية الجلدية، تتميز بظهور الطفح الجلدي المتمثل بالحكة وجفاف الجلد واحمراره، بالإضافة لظهور البقع والبثور والمناطق المُلتهبة. إنها حالة غير مُعدية وتختلف شدتها من شخص لآخر. 

تؤثر الأكزيما على الحاجز الواقي الخارجي لطبقات الجلد؛ ما يجعل البشرة أكثر حساسية وأكثر عرضة للعدوى والجفاف. وقد تبدأ في الطفولة وتختفي ومن ثم تعود لتظهر في مراحل الحياة الأخرى. وقد تظهر فجأة لاحقاً ولكنها بمجرد أن تبدأ لا تختفي بسهولة. 

ما أنواع الأكزيما؟

التهاب الجلد التأتبي Atopic dermatitis هي أكثر أنواع الأكزيما شيوعاً، وهي حالة مزمنة، يمكن أن تظهر وتختفي لسنوات أو تستمر طوال الحياة. تتمثل أولى علامات ظهورها احمراراً في الخدين، مع تكوّن قشور مصاحبة بحكة.
 

يحدث هذا النوع من الأكزيما لأسباب وراثية ومناعية أي عوامل داخلية المنشأ، كما أنه يزيد خطر تطور الإصابة بحساسية الطعام وحمى القش(حساسية الأنف) والربو.

علماً أنه ليس النوع الوحيد بل أن للأكزيما 7 أنواع مختلفة نذكر أكثرها انتشاراً مثل:

التهاب الجلد التماسي Contact dermatitis: يحدث عادةً بعد ملامسة الجلد لمادة تثير رد فعل تحسسي. وينتج عن تلف خلايا الجلد بسبب التعرض المطوّل للمواد المهيجة، مثل المواد الكيميائية والمنظفات والصابون والمبيض وهذا النوع منه تحديداً يطلق عليه التهاب الجلد التماسي المهيج. 
 أما عن نوعه الآخر يكون متأخراً، يظهر كطفح جلدي بعد يوم أو يومين من تعرض الجلد لمسببات الحساسية عند الشخص مثل: العطور أو وضع منتجات موضعية أو أدوية. يطلق عليه التهاب الجلد التماسي التحسسي.

الأكزيما الدهنية Seborrheic eczema:  أحد أشكال التهاب الجلد غير معروفة السبب، والتي تظهر على شكل مناطق صفراء ودهنية ومتقشرة من الجلد على فروة الرأس والوجه وأحيانًا أجزاء أخرى من الجسم.
يزداد خطر الإصابة بالأكزيما الدهنية بسبب بعض الأمراض مثل الصدفية، وفيروس نقص المناعة البشرية، وحب الشباب وغيرهم.
قد يجتمع أكثر من نوع واحد من الأكزيما في نفس الوقت. ولكل شكل منهم أسباب تُحفزه وطرق علاجه الخاصة؛ وذلك ما يُحتم ضرورة استشارة طبيب الجلدية المتخصص في تشخيص وعلاج الأمر بدقة. 

أكزيما خلل التعرق Dyshidrotic eczema: وهي حالة بثور صغيرة شديدة الحكة على راحتي اليدين، وباطن القدمين، وحواف أصابع اليدين والقدمين. وغالباً ما يكون سببها وراثياً ويحفزها كثرة التعرّق في المنطقة المصابة.

ما أسباب الأكزيما؟

إن السبب الدقيق للأكزيما غير معروف بعد، ولكنه غالباً ما يُعزى لمجموعة من المحفزات البيئية والعوامل الجينية ويندرج تحت ذلك الأمثلة التالية:

عوامل وراثية، وجود أقارب مصابين أو يعانون من الإكزيما أو الربو أو الحساسية الموسمية يجعلك أكثر عرضة للإصابة.

ضعف واضطراب الجهاز المناعي، يُحدث ذلك استجابة التهابية غير طبيعية في الجلد.

عوامل بيئية، مثل المناخات شديدة البرودة؛ التي تجعل الجلد جافاً وأكثر عرضة للعدوى والمهيجات. وتلعب البيئات الرطبة وذات التلوث العالي دوراً في الأمر.

الإصابة بأمراض معينة، مثل: اضطرابات الغدة الدرقية.

يوجد عوامل تُحفز حالة الأكزيما وقد تجعلها أكثر سوءاً، ولكنها ليست السبب الرئيسي في إحداثها وتشمل:

 الصابون والمنظفات.

 الصوف.

 التهابات الجلد وجفاف الجلد الشديد.

الطقس الحار والرطوبة والتعرق.

 التعرض للتوتر والإجهاد العاطفي.

 وقد تضم أيضاً مسببات الحساسية مثل: الغبار أو حبوب اللقاح أو العفن أو الأطعمة.

إذا أخبرك صديقك أن لديه إكزيما؟ ثقفّه عن المرض بتلك المعلومات.

كيف يمكن علاج الأكزيما؟

لا يوجد علاج شافِ بشكل كامل من الأكزيما، ولكن يمكن لبعض الطرق العلاجية أن تخفف من الأعراض وشدتها. وتحسين تفشي حالة الأكزيما لدى الشخص المصاب. كما أن العديد من الأطفال تتحسن أعراضهم بشكل طبيعي مع تقدمهم في السن.

العلاجات الموضعية للأكزيما

استخدام الكريمات المرطبة؛ لمنع الجفاف وزيادة شعور الحكة.

استخدام الكورتيكوستيرويدات، أشهرها الهيدروكورتيزون Hydrocortisone، وهي علاجات موضعية تستخدم باستشارة الطبيب؛ من أجل تقليل التورم والاحمرار والحد من الطفح الجلدي.

قد يلجأ الطبيب في الحالات المعنِّدة من الأكزيما إلى استخدام:

كريمات موضعية حاوية على تاكروليموس tacrolimus أو بيميكروليموس pimecrolimus، هي أدوية تهدف إلى إضعاف طرق الدفاع عن الجلد من قِبَل الجهاز المناعي؛ ما يحد بدوره رد الفعل التحسسي ويخفف من الأكزيما والحكة الناتجة.

أيضاً وافقت منظمة الغذاء والدواء FDA عام 2016 على دواء بديلاً عن الأدوية السابقة في حالات الأكزيما الخفيفة إلى المتوسطة عند المرضى البالغين والأطفال من عمر 3 أشهر وما فوق، وهو مرهم موضعي حاوي على المادة الفعالة كريسابورول Crisaborole.
 يعمل هذا الدواء عن طريق منع عمل بعض المواد الموجودة طبيعياً في الجسم والتي تسبب الالتهابات، وتخفيف من رد الفعل المناعي اتجاه الجسم، كما أنه مرهم خالِ من الستيرويد.

لا تستخدم مثل هذه الأدوية إلا باستشارة الطبيب ولمدة محددة حسب تقييمه.

العلاجات غير الموضعية للأكزيما

قد تحتاج حالة الحكة والحالات المعنِّدة من الأكزيما علاجات فموية والتي تشمل:

مضادات الهيستامين، مثل ديفينهيدرامين Diphenhydramine أو السيتريزين Cetirizine والفيكسوفينادين Fexofenadine وغيرهم. تؤخذ هذه الأدوية؛ للتخفيف من الحكة بشكل رئيسي.

الكورتيكوستيرويدات الفموية أو الحقنية، قد يعطيها الطبيب من أجل تكرار حالة الأكزيما بشكل قوي وتأثيرها على حياة الشخص. تُعطى بجرعات محددة من قِبله ولفترة محدودة.

المضادات الحيوية، تُعطى هذه الأدوية إذا خُدشت المنطقة المصابة بسبب كثرة الحكة ما أدى إلى حدوث فتح أو تقرحات جلدية؛ لمنع انتشار العدوى.

ما هي الصدفية؟

أما الصدفية فهي تعد مرضاً التهابياً جلدياً مزمناً غير مُعدِ، ناتج عن خلل في الجهاز المناعي ما أدى إلى تسريع نمو خلايا الجلد. يسبب ذلك طفحاً جلدياً مُثيراً للحكة، يشبهه البعض بشعور الحرق أو اللسع، ويظهر للعين على شكل بقع مُتقشرة، التي تكون غالباً على الركبتين والمرفقين والجذع وفروة الرأس.

تتسارع دورة حياة خلايا الجلد بشكل كبير، بدلاً أن تتم في غضون شهر، مع الصدفية، تقوم خلايا الجلد بتكرار الدورة وتجديد نفسها كل ثلاثة أو أربعة أيام فقط. ما يؤدي إلى تراكم خلايا الجلد الميت على سطح البشرة. 

تشمل أعراض الصدفية بالإضافة إلى البقع الحمراء المتقشرة ما يلي:

حكة وألم في الجلد المصاب.

تشقق الجلد وجفافه.

تقشر فروة الرأس.

تشقق الأظافر وتغير شكلها.

ألم المفاصل.

اقرأ أيضاً: مرض الصدفية اعراض وعلاج صدفية الجلد والشعر والاظافر.

​​​​​​ما أسباب الصدفية؟

تعد أسباب الصدفية غير مفهومة بشكل كامل، إلا أنها تُنسب لمهاجمة الجهاز المناعي لخلايا الجلد السليمة كما ذكرنا وجعلها تتكاثر بشكل مبالغ فيه. كما تُشير الأبحاث إلى أن للعوامل الوراثية والبيئية دوراً في ذلك. أي أنها قد تُنقل إليك من أحد الوالدين.

قد تنتج الصدفية عن حدث مثير يسبب تغييراً في جهاز المناعة، ما يؤدي إلى ظهور أعراض الصدفية. وتشمل هذه المحفزات:

1. حدوث حالة التهابية في الجسم، مثل التهاب الحلق أو الالتهابات الجلدية الأخرى.
2. الطقس غير المعتدل، وخاصة البارد والجاف وعندما لا يتعرض الناس لأشعة الشمس بشكل كافِ.
3. إصابات الجلد، مثل لدغة حشرة أو حروق شمس شديدة.
4. التدخين.
5. الأدوية، وتشمل الليثيوم وأدوية ارتفاع ضغط الدم، والأدوية المضادة للملاريا.
6. الانسحاب السريع لأدوية الكورتيزون الفموية أو الحقنية.

كيف يمكن علاج الصدفية؟

قد يكون علاج الصدفية عرضياً مثل حالات الأكزيما ويشمل المرطبات وكريمات الكورتيزون الموضعية. كما يوجد مستحضرات طبية وشامبو ومحاليل الاستحمام مخصصة لتحسين صدفية فروة الرأس وغالباً ما تكون حاوية على حمض الصفصاف Salicylic acid أو قطران الفحم Coal tar.

قد يلجأ الطبيب لعلاجات موضعية مثل:

مرهم فيتامين د 3، إذ أنه تم وجود رابط ما بين  نقص فيتامين (د) بالصدفية.

مشتقات فيتامين أ الموضعية (كريمات الريتينويد)، وهي من ضمن القائمة التي لا ينصح بها أثناء الحمل أو الرضاعة أو إذا كنتِ تنوي الحمل.

كريم أو مرهم أنثرالين Anthralin، وهو مادة مصنوعة من مواد طبيعية غير حاوية على الكورتيزون ويعمل على إبطاء نمو خلايا الجلد.

إذا لم تتحسن الحالة واستمرت الأعراض الشديدة يلجأ الطبيب المختص لأحد الحلول التالية:

العلاج بالضوء: قد تقلل الأشعة فوق البنفسجية عند أطوال موجية محددة من التهاب الجلد وتساعد على إبطاء إنتاج خلايا الجلد.

الأدوية المثبطة للجهاز المناعي: تعمل هذه الأدوية على إيقاف فرط استجابة الجهاز المناعي وإنتاج خلايا الجلد بشكل مفرط. ومن أمثلة هذه الأدوية السايكلوسبورين Cyclosporine والميثوتريكسات Methotrexate.

لمثل هذه الأدوية أثاراً جانبية متعددة وخطيرة؛ لذا لا تستخدمها إلا بوصفة طبيبك ومراقبته للجرعة والآثار الناتجة.

ما هو أفضل علاج للأكزيما؟

1-كورتيدرم كريم 30 جم Cortiderm cream

2-الفاكورت 1 % كريم 15 جم Alfacort cream

3- فيوتوبك 0.1% مرهم 30 جم viotobic ointment

4-بروتوبك 0.1% مرهم 60 جم protobic Ointment

يعد كلا المرضين حالات التهابية تُصيب الجلد مع إثارة الحكة والاحمرار، تشابه الأعراض يجعل الفرق بين الأكزيما والصدفية أكثر صعوبة. لذا ينصحك أطباء أندلسية بزيارة طبيب وأخصائي الأمراض الجلدية عند ملاحظتك لأي اختلاف في طبيعة أو شكل جلدك أو ظهور أحد الأعراض المذكورة في مقالنا من أجل الحصول على التشخيص الدقيق والمبكر.

 احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.