ما هي السكتة الدماغية؟ وما هي أسباب الإصابة بها؟
كل 3 دقائق و14 ثانية يموت شخص بسبب السكتة الدماغية، ذلك حسب تقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، إنها حالة تشكل خطراً حقيقياً مهدداً لحياة العديد من الأشخاص، ومع تزايد عدد المصابين بها في المملكة وحول العالم وجب علينا أن نكتب مقالنا اليوم للتعرف على أعراض السكتة الدماغية وكيفية الاستجابة بشكل سريع وفعال لتقليل التأثيرات الخطيرة التي قد تحدث للمريض، آملين أن تساعد سطورنا في توعية المجتمع بأهمية اتباع سُبل الوقاية والعلاج الرئيسية لهذه الحالة الإسعافية.
ما المقصود بالسكتة الدماغية؟
إن السكتة الدماغية حدث خطير يحدث عندما يعيق شيء ما تدفق الدم إلى جزء من المخ أو عند انفجار ونزيف أحد الأوعية الدموية في الدماغ، ويشكِّل هذا الحدث خطورة كبيرة على حياة المصاب به، وقد يؤدي إلى تلف لا ينعكس في خلايا الدماغ أو فقدان الحركة أو الكلام والكثير من المضاعفات المحتملة التي سنشرحها تفصيلياً.
تُشير الإحصائيات أن هذا الحدث يتكرر كل 40 ثانية عند شخص ما في الولايات المتحدة، والجدير بالذكر أن السكتات الدماغية هي حالة طبية طارئة والعلاج العاجل أمر ضروري، فكلما تلقى المصاب العلاج الصحيح مبكراً كلما قل الضرر المحتمل، وزادت فرص النجاة.
ما هي أسباب السكتة الدماغية؟
يتحكم الدماغ في الحركة والذاكرة وإعطاء الإشارات لمشاعرنا ووظائف أجسامنا والعمليات اللاإرادية كالتنفس أو الهضم، ولكنه لا يعمل بكامل كفاءته دون وصول الدم المحمل بالأكسجين بشكل يكفيه، وهذا ما يفسر أن السكتة الدماغية تكون نتيجة موت خلايا المخ في غضون دقائق من عدم وصول الدم للدماغ الذي يحدث نتيجة لأحد السببين الآتيين:
- تجلط الدم، وهو يمثل 85٪ من حالات السكتات الدماغية، وتسمى السكتة الدماغية الإقفارية.
- نزيف في أحد الأوعية الدموية المغذية للدماغ وانفجاره، ويطلق عليها السكتة الدماغية النزفية.
يوجد أيضًا حالة مشابهة تسمى النوبة الإقفارية العابرة (TIA)، وهي تحدث نتيجة انقطاع وصول الدم إلى الدماغ بشكل مؤقت أو ما يعرف بجلطة دماغية صغيرة، التي قد تستمر أعراضها لبضع دقائق، وحتى 24 ساعة. يطلق على هذه الحالة مسمى السكتة الدماغية الصغرى.
تتطور هذه الأسباب نتيجة أمراض أو مشكلات وعوامل خطورة أخرى لدى المريض تزيد خطورة واحتمالية إصابته، وأهمها:
- ارتفاع الكوليسترول وتراكمه في الشرايين، ما يؤدي لتضيقها وتصلبها.
- ارتفاع ضغط الدم، وما ينتج عنه من تلف في الأوعية الدموية.
- ارتفاع السكر في الدم بشكل مستمر ما يؤدي إلى تلف وضعف في الأوعية الدموية.
- الإصابة بأمراض القلب، مثل حالات التهاب الشرايين أو الرجفان الأذيني.
ثم أن التقدم في العمر، والسمنة والتدخين واضطرابات النوم والتاريخ العائلي بالإصابة بالجلطات الدماغية جميعها عوامل تزيد من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.
ما هي أعراض السكتة الدماغية؟
تختلف أعراض السكتة الدماغية من شخص لآخر بناء على حالته الصحية وسبب الحالة، ولكن الأعراض الشائعة عادة تتمثل في:
- شلل أو ضعف أو خدر في أحد جانبي الجسم، ويظهر ذلك على شكل تدلي في جانب واحد من الوجه، وعدم القدرة على رفع المريض لذراعه وإبقاءه مرتفعاً.
- صعوبة مفاجئة في الكلام أو التباس الحديث والفهم بشكل واضح.
- ضعف مفاجئ في الرؤية بإحدى العينين أو كليهما.
- تغيرات في السلوك بشكل غير مبرر.
- ضعف في الذاكرة وصعوبة التركيز أو التفكير.
- اضطراب في المشي والحركة وفقدان التوازن.
- صداع شديد ودوار وارتباك مفاجئ لسبب غير معروف، يمكن أن يتطور ذلك لحدوث نوبات أو اختلاج.
ما هي أعراض السكتة الدماغية الصغرى؟
هي فترة مؤقتة من الأعراض المشابهة لتلك الموجودة في السكتة الدماغية، لأن حالة السكتة الدماغية الصغرى عادةً لا تسبب ضررًا دائمًا لخلايا الدماغ.
ونظراً لتشابه أعراض الحالتين يكاد يكون من المستحيل معرفة ما إذا كنت تعاني مع أي منهما حتى يتم تقييمك طبيًا.
ما هي أعراض السكتة الدماغية عند النساء؟
تشير الإحصائيات أن السكتة الدماغية هي ثالث سبب رئيسي لوفاة النساء في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من أن أعراضها عند الرجال والنساء لا تختلف من الناحية النظرية، ولكن لاحظ العلماء أن النساء قد تبلغن عن أعراض، مثل:
- الغثيان أو القيء.
- حدوث النوبات.
- صعوبة في التنفس.
- الشعور بالألم والصداع والضعف العام.
- الإغماء أو فقدان الوعي.
ونظراً لكون هذه العلامات عامة فقد يكون من الصعب ربطها مباشرة بالسكتة الدماغية، ما قد يؤخر العلاج، ويعيق الشفاء.
كيف يمكن علاج السكتة الدماغية؟
ينقسم علاج السكتة الدماغية إلى عدة مراحل يكون أولها مرحلة الإنقاذ السريع في أثناء الذهاب إلى المستشفى، من أجل محاولة إعادة تدفق الدم الطبيعي للدماغ ومنع تلف الخلايا وموتها.
قد يتم تشخيص وعلاج مرضى السكتة الدماغية في سيارة إسعاف بسرعة أكبر من الأشخاص الذين ينقلون من قبل أحد ذوييهم، لذا نؤكد أن الخطوة الأولى في العلاج هي طلبك للفريق الطبي الإسعافي.
يختلف علاج السكتة الدماغية بناء على نوعها وحالة المريض في اللحظة، ولكن قد يلجأ الطبيب إلى العلاجات الدوائية الآتية:
- مضادات التخثر الوريدية، مثل حقن التيبلاز alteplase التي تهدف إلى تحسين تدفق الدم إلى الدماغ بشكل سريع، ولم يثبت فائدتها إذا مر أكثر من 4 ساعات ونصف على بدء الحالة لدى المريض، كما أنها لا تستخدم إذا كانت سكتة دماغية نزفية، هذا لأنها قد تجعل النزيف أسوأ.
- الأسبيرين ومضادات تكدس الصفيحات الأخرى، مثل الكلوبيدوغريل Clopidogrel، يُعطى معظم الناس الأسبرين مباشرة بعد إصابتهم بسكتة دماغية إقفارية، لأنه مسكنًا للألم، ويعمل على تقليل فرصة تكوين جلطة أخرى.
قد يضطر الطبيب لإجراء تدخلاً جراحياً في الحالات الخطيرة والتي لا تستجيب للأدوية بشكل كاف، فقد يحتاج للتدخل لإزالة الخثرة المسببة للانسداد أو لإزالة أي دم من الدماغ وإصلاح أي انفجار في الأوعية الدموية في حالات السكتات الدماغية النزفية.
تسمح الجراحة للطبيب بالتدخل وإصلاح أي أوعية دموية تالفة والتأكد من عدم وجود جلطات دموية قد تمنع أو تقلل من تدفق الدم إلى الدماغ.
يحتاج المريض أدوية مساعدة أخرى بعد التدخل السريع، وهي تشمل أحد الآتي:
- أدوية خافضة لضغط الدم، مثل: مدرات البول الثيازيد (Thiazides)، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEIs) وحاصرات قنوات الكالسيوم وحاصرات بيتا.
- أدوية خافضة للكوليسترول، ويكون أهمها مجموعة الستاتينات.
- مضادات التخثر من مجموعات أخرى لتعمل على شكل طويل الأمد، مثل: الوارفارين، والأبيكسابان.
يجب أن تشمل رحلة العلاج مجموعة من التدابير والإجراءات الوقائية، مثل: تعديل نمط الحياة واتباع نظام غذائي صحي وزيادة النشاط البدني والابتعاد عن التدخين.
يعتمد العلاج المناسب على حالة المريض وتاريخه الطبي، ويجب البدء بالعلاج في أسرع وقت ممكن لتقليل الضرر الناتج عن الجلطة الدماغية والحد من المضاعفات.
ما هو الدواء المذيب للجلطة الدماغية؟
يُعطي الأطباء بعض الأدوية فورًا في حال الإصابة بالسكتة الدماغية، وتشمل ما يلي:
- أسبرين 75 مجم Aspirin 75 mg، إذا كان المريض واعيًا.
- حقن كليكزان Clexane، أو آلتلايز Altelyse، إذا كان المريض فاقدًا للوعي، وفي غرفة الطوارئ.
بعد إذابة الجلطة سيصف الأطباء بعض الأدوية للوقاية من تكوّن جلطة مرة أخرى، وتشمل الآتي:
- أتور Ator، لخفض مستويات الكوليسترول المرتفعة، والتي قد تؤدي إلى تصلب الشرايين وتكون الجلطات.
- أسبرين 75 مجم Aspirin 75 mg.
- أدوية ضغط الدم، إذا كان السبب هو ارتفاع الضغط، مثل: أبروفاسك Aprovasc.
في النهاية، يجب على الجميع أن يدركوا خطورة السكتة الدماغية، وأن يتعلموا كيفية الوقاية منها وعلاجها، وأحد أهم أدوار العاملين بالقطاع الصحي توفير الوعي الكافي حول هذه الحالة الخطيرة وتقديم الرعاية اللازمة للمصابين بها، نأمل أن يساهم مقالنا اليوم في تحقيق هذه الأهداف وتقديم المعلومات اللازمة للحفاظ على صحة المجتمع وتقليل الإصابات ومعدلات الوفيات المرتبطة بالسكتة الدماغية في المملكة العربية السعودية وحول العالم.
نظراً لما شرحنا من عوامل خطورة تزيد من احتمالية السكتة الدماغية ننصحك بإجراء الفحوصات الدورية اللازمة والذهاب لأطباء عيادات أندلسية لصحة العائلة للكشف والاطمئنان، دمت بخير.
احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.
الأسئلة الشائعة
هل السكتة الدماغية تسبب الوفاة؟
هل يستعيد مريض السكتة الدماغية الكلام؟
مشاركة المقال