ما هي متلازمة الايكولاليا؟ وهل تُصيب الأطفال فقط؟

ما هي متلازمة الايكولاليا؟ وهل تُصيب الأطفال فقط؟

طب الاطفال

قد تسمع لأول مرة عن اسم متلازمة الايكولاليا، لكنها ليست مرضاً نادراً فهي نوع من أنواع اضطراب الكلام الذي قد يصيب الأطفال والكبار نتيجة وجود سبب عضوي أو نفسي، لكنه أكثر شيوعاً بين الأطفال إما بشكل طبيعي أو بسبب مشكلة صحية.
الآن من خلال المقال التالي سوف نتعرف أكثر إلى متلازمة الايكولاليا بأنواعها عند الأطفال والكبار وأسبابها وأعراضها وطرق علاجها، وبعض النصائح البسيطة للأهل ليتعاملوا مع أطفالهم المصابين بشكل صحيح.

ما هي متلازمة الايكولاليا؟

تُعرف بـ (الصدى) وهي حالة من تكرار أو تقليد الكلمات أو العبارات أو الأصوات التي يسمعها الطفل أو الشخص مباشرةً أو بعد ساعات أو أيام من سماعها، إذ يكرر الشخص بتكرار الكلام بدلاً من الإجابة عليه أو إجراء نقاش متبادل مع الشخص الذي يتحدث إليه. 

تسبب هذه الحالة للأشخاص المصابين بها صعوبة في التواصل مع الآخرين والشعور بالإحراج وفقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على التعبير عن أفكارهم وآرائهم.

قد تتشابه الإصابة بمتلازمة الايكولاليا مع متلازمة توريت (حركات تكرارية أو تشنجات لا إرادية أو أصوات غير مرغوبة) إذ يكون المتحدث غير قادر على التحكم في الأصوات التي يُصدرها والحركات الجسدية التي يقوم بها، أما في متلازمة الايكولاليا تكون المشكلة في الكلام فقط وتحدث بشكل لا إرادي. 

ما هي أنواع الايكولاليا؟

يُوجد عدة أنواع من متلازمة الايكولاليا، وصُنفت بناءً على طريقة معالجة الأشخاص للكلمات والعبارات التي يستقبلونها، ويمكن التفريق بينها بسهولة، والأنواع هي:

  1. الصدى الفوري: تكرار الكلمات والعبارات بشكل مباشر في وقت سماعها، وقد يدل على أن الطفل أو الشخص لديه ذاكرة قصيرة.
  2. الصدى المتأخر: تكرار الكلمات بعد سماعها إما بساعات أو أيام، وقد يدل على أن الطفل أو الشخص لديه ذاكرة طويلة، ويمكن ملاحظة الصدى المتأخر خاصةً عند الأطفال والأشخاص المصابين بالتوحد أو تأخر النمو.
  3. الصدى المخفف: لا يكرر الطفل أو الشخص الكلام فقط، لكن يُغير في صياغته أو نغمته، وقد يلجأ الطفل أو الشخص لهذا النوع في حالة ضعف الحصيلة اللغوية.
  4. الصدى التفاعلي: تكرار الكلمات والعبارات بغرض التفاعل مع الأشخاص وإكمال وتبادل الحديث معهم، ويستخدم الشخص الكلمات نفسها التي يسمعها من الشخص الآخر أو التي اعتاد سماعها في مثل هذه المواقف الموجود بها، لكن قد يصل الشخص لنقطة يصعب فيها ربط الجمل ببعضها.
  5. الصدى غير التفاعلي: تكرار الكلمات والعبارات التي يسمعها الشخص متحدثاً لنفسه من أجل التحفيز الذاتي أو تطوير اللغة، ويمكن أيضاً أن يكرر الشخص العبارات في قرارة نفسه قبل أن ينطق بها في حديثه المعتاد ليتأكد أنه سوف يتحدث بطريقة صحيحة ولن يُخطئ.

الصدى الفوري والمتأخر والمخفف قد يكون كل منهم تفاعليًا أو غير تفاعلي. 

ما هي أعراض الايكولاليا؟

تتشابه أعراض الايكولاليا عند الأطفال والكبار، ويجب الانتباه إليها خاصةً بالنسبة للأطفال للتدخل الطبي في الوقت المناسب وعلاجها قبل تفاقم المشكلة، ومن هذه الأعراض:

  1. تكرار الكلمات والعبارات بشكل فوري أو متأخر.
  2. إعادة الأسئلة بدلاً من الإجابة عليها.
  3. إعادة الأسئلة ثم الإجابة عليها.

مع تكرار الكلمات قد يصبح الطفل غير قادرٍ على تبديل الضمائر في أثناء كلامه، فيتحدث بصيغة المخاطب بدلاً من المتكلم.

تكرار الكلمات ينعكس سلبياً على الحالة النفسية للأطفال والأشخاص ويسبب لهم بعض الاضطرابات والمشكلات النفسية، ومنها:

  1. سرعة الانفعال والغضب.
  2. الشعور بالتوتر والقلق.
  3. فقدان الثقة بالنفس.
  4. التعرض للتنمر وعدم الشعور بالقبول من الآخرين.
  5. الصمت وعدم القدرة على التعبير عن الذات.
  6. ضعف التواصل الاجتماعي والشعور بالوحدة.
  7. عدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية.
  8. الإصابة بالاكتئاب في بعض الحالات.
  9. ضعف الأداء الدراسي بالنسبة للأطفال.

ما هي أسباب الايكولاليا عند الأطفال؟

هو حالة شائعة عند الأطفال، تُكتشف في أثناء تعلم الطفل لمهارات اللغة، فعندما يبدأ في تعلم النطق والكلام يكون من الطبيعي تكرار الكلمات والعبارات والأصوات، وذلك لمحاولته لتعلم اللغة وممارستها والتواصل مع الآخرين، لكنه قد يستمر في تكرار الكلمات بعد تعلمه للغة، ويحدث ذلك لعدة أسباب، وهي:  

  1. الإصابة بطيف التوحد.
  2. فرط الحركة وتشتت الانتباه.
  3. التأخر العقلي.
  4. الصرع.
  5. اضطراب النمو.
  6. تأخر تطور الكلام.
  7. ضعف التواصل الاجتماعي.
  8. ضعف الاستيعاب وفقدان التركيز.

متى تصبح الايكولاليا مشكلة عند الطفل؟

يجب أن نفرق بين تكرار الكلام الطبيعي والذي يحدث بسبب الايكولاليا، في البداية لا يجب منع الطفل من تكرار الكلام لمساعدته على تعلم اللغة واكتساب مهارات لغوية جديدة، لكن إذا استمر الأمر بعد تخطيه الـ 3 سنوات، فمن المهم جداً استشارة الطبيب المختص واكتشاف سبب المشكلة وعلاجها. 

عند إصابة الطفل بالتوحد قد يلاحظ الأهل استمرار مشكلة تكرار الكلمات مع الطفل حتى بعد تخطيه سن الـ 3 سنوات، وفي هذه الحالة يتطلب العلاج مدة أطول، وقد تستمر حتى عندما يكبر، لكن مع التدريب تقل المشكلة ويتحسن إدراكه وتركيزه للإجابة على الأسئلة واستكمال الحديث بدلاً من تكرار الكلمات والجمل.

لماذا يستخدم الطفل الايكولاليا؟

قد يلجأ الطفل إلى تكرار الكلام ليس لأن لديه مشكلة مرضية، لكنه يستخدمها نتيجة طلب الأهل منه تكرار الكلمات ليكتسب المهارات اللغوية أو لأهداف أخرى يفكر بها، ومنها:

  1. الرغبة الملحة في الحصول على شيء ما.
  2. الشعور بالتوتر وحاجته لتهدئة نفسه.
  3. استكمال الحديث مع الشخص، وذلك بدافع حبه للشخص الذي يتحدث إليه، وليس لديه الموضوعات أو الكلمات الكافية ليكمل الحديث.
  4. تنبيه الكبار لإجراء فعل معين لا يمكنه القيام به.
  5. الرغبة في لفت أنظار أقرانه أو المحيطين به.
  6. إخبار الآخرين بأن لديه معلومة جديدة يعرفها.

ما هي أسباب الايكولاليا عند الكبار؟

تحدث الإصابة بالايكولاليا عند الكبار نتيجة وجود مشكلات أو إصابات عضوية أو التعرض للاضطرابات النفسية، ومن أسبابها:

  1. السكتات الدماغية.
  2. الإصابة بمتلازمة توريت.
  3. التعرض للمواقف العصبية والضغط النفسي.
  4. الإصابة بطيف التوحد منذ الصغر.
  5. الاضطرابات العصبية.
  6. الصرع.
  7. الإصابة بالشلل.
  8. فقدان الذاكرة أو الخرف.
  9. التهابات الدماغ.
  10. انفصام الشخصية.
  11. إصابات سابقة في الرأس.

الايكولاليا وعلاجها للكبار والأطفال

يكتشف الطبيب الإصابة بالايكولاليا من خلال مُحادثته مع الشخص، ويعتمد علاجها على تشخيص السبب الأساسي للإصابة وتحديد المرحلة خفيفة أو شديدة من خلال الاختبارات التي يُجريها الطبيب، ثم يضع الخطة العلاجية المناسبة للحالة.
 

بعد علاج الأسباب العضوية والنفسية، قد يحتاج الطفل أو الشخص إلى:

  1. التدريب الذاتي في المنزل على الانتباه والتركيز وعدم تكرار الكلمات.
  2. جلسات التخاطب والعلاج السلوكي؛ لتحسين مهارات اللغة والتواصل.
  3. التدريب على الاستقبال السمعي لفهم وإدراك المعلومة وليس لتكرارها.
  4. جلسات الإرشاد الأسري للآباء والأمهات لكيفية التعامل مع أطفالهم المصابين.

ويُجرى العلاج تحت إشراف:

  1. أخصائي التخاطب.
  2. طبيب المخ والأعصاب.
  3. أخصائي العلاج النفسي.

ما هي أهم النصائح للأهل للتعامل مع حالات الايكولاليا عند الأطفال؟

يحتاج الطفل المصاب لعناية خاصةً من الآخرين، إلى جانب العلاج العضوي والنفسي، وذلك لمساعدته على تخطي المشكلة وعلاجها وتحسين الفهم والإدراك وتعزيز المهارات اللغوية لديه، ومن هذه النصائح:

  1. عدم إظهار الأهل للانزعاج والغضب من تكرار الكلام.
  2. تجنب سؤال الطفل عن أسباب إعادته للكلام.
  3. عدم لوم الطفل على تكراره للكلمات، حتى لا يشعر بأن لديه مشكلة وأنه مختلف عن أقرانه.
  4. التفاعل مع الطفل واستخدام الكلمات التي يكررها في جمل مفيدة والحديث معه حول موضوعات جديدة.

كيف أعالج تكرار الكلام عند الأطفال؟

لا يوجد دواء لعلاج تكرار الكلام أو الايكولاليا، وإنما يجب الذهاب إلى طبيب التخاطب لتحسين مهارات اللغة والتواصل عند الطفل.

في بعض الحالات، قد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب إلى جانب العلاج اللغوي، مثل: 

  • بروزاك Prozac.
  • سيبرالكس Cipralex.
  • فافرين Faverin.

عادةً ما توصف هذه الأدوية للمراهقين والبالغين فقط.

بعد ما تعرفنا في نهاية المقال إلى متلازمة الايكولاليا وأعراضها وطرق علاجها، من المهم متابعة أطفالنا باستمرار لملاحظة أي اضطرابات في الكلام والتدخل المبكر لعلاجها، وكذلك بالنسبة للكبار يجب علاج المشكلة من جذورها والمتابعة المستمرة، لتجنب تأثيرها السلبي في الحالة النفسية.

 احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.

الأسئلة الشائعة

  • هل ترديد الطفل للكلام طبيعي؟

  • متى يبدأ ظهور علامات التوحد عند الأطفال؟

مشاركة المقال

تواصل معنا

التليفون

0122166643

البريد الإلكتروني

APC.info@andalusiagroup.net
الاسم الكامل*
closest branch
phone-number
email-address