ما هي أعراض جلطة القلب؟
تشكل أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم ، وذلك طبقا لمنظمة الصحة العالمية، حيث تودي بحياة ما يقدر بنحو 17.9 مليون شخص كل عام ، و هو الرقم الذي يمثل حوالي 32% من الوفيات السنوية حول العالم . تعتبر الجلطة القلبية أكثر امراض القلب و الاوعية الدموية حدوثا ، لذلك سوف نتعرف أكثر في هذا المقال عن أعراض جلطة القلب ، و أسبابها ، و كيفية تفادى الإصابة بها.
ما هي أعراض جلطة القلب؟
قبل أن نتطرق إلى الأعراض، دعونا نعرف كيف تتكون جلطة القلب.
كيف تتكون جلطة القلب؟
الجلطة هي عبارة عن كتلة من الدم تغيرت حالتها الفيزيائية من الحالة السائلة إلى حالة اخرى هلامية أو شبه صلبة ، و بالرغم من أن التجلط عملية ضرورية يمكن أن تمنع فقدان الكثير من الدم في حالات معينة مثل الجروح ، إلا أن وجود جلطة باحد الاوعية الدموية هو أمر غاية في الخطورة ، و قد يؤدي أحيانا إلى الوفاة.
حدوث جلطة دموية في القلب يسبب حالة طبية تدعى النوبة القلبية ، حيث تتسبب الجلطة في منع تدفق الدم إلى عضلة القلب ، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تلف أو موت في جزء من أنسجة عضلة القلب. يختلف حجم الجزء المصاب على حسب وقت حدوث التدخل الطبي لعلاج الجلطة ، إذ كلما زاد الوقت كلما زاد الضرر الحادث بعضلة القلب.
ما هي علامات الجلطة القلبية؟
قد تشمل أعراض جلطة القلب ما يلى:
1. الشعور بالألم في منطقة الصدر ، إذ تنطوي معظم النوبات القلبية على شعور بعدم الراحة أو الألم في منتصف الصدر أو في الجانب الأيسر منه يستمر لأكثر من بضع دقائق أو يختفي ويعود مرة أخرى ، قد يشمل ذلك الاحساس بالضغط أو الامتلاء.
2. يتشعب الألم غالبا ليصل إلى منطقة الكتف و الذراعين ، و من الممكن أيضا أن يصل إلى الرقبة ، أو الفك.
3. الشعور بالضعف أو الدوخة أو الإغماء.
4. وجود عرق بارد.
5. ضيق في التنفس.
ليس كل الذين يعانون من النوبات القلبية لديهم نفس الأعراض أو لديهم نفس شدة الأعراض ، إذ يعاني بعض الناس من ألم خفيف أو عدم وجود ألم أو أعراض على الإطلاق ، بينما يعاني البعض الآخر من آلام أكثر حدة. كما أنه من الممكن أن يختلط الأمر لدى البعض بين أعراض جلطة القلب و أعراض حالات مرضية أخرى مثل عسر الهضم ، و لكن كلما زادت الأعراض كلما زادت احتمالية إصابتك بجلطة القلب.
قد تحدث النوبة القلبية بشكل مفاجئ ، و قد تكون هناك علامات تحذيرية لحدوثها قبل ذلك بساعات أو أيام أو أسابيع. من الممكن أن تشمل التحذيرات وجود ألم مفاجئ في الصدر مع المجهود.
إذا شعرت بأعراض جلطة القلب ، اتصل بالإسعاف على الفور. كلما كان التدخل الطبي مبكرا ، كلما قلت الآثار الناتجة عن حدوث الجلطة القلبية.
أسباب حدوث جلطة القلب:
تحدث جلطة القلب عندما تبدأ الشرايين التاجية التي تغذي القلب بالدم في الانسداد نتيجة تراكم الدهون و الكوليسترول و بعض المواد الأخرى ، إذ نكون هذه المواد عند تكتلها معا ما يسمى "اللويحات". عندما تتمزق إحدى هذه اللويحات (تنفجر) ، فإنها تتسبب في تكوين جلطة دموية في موقع التمزق. قد تمنع الجلطة وصول الدم إلى القلب ، مما يؤدي إلى حدوث النوبة القلبية ، وحدوث الضرر بنسيج عضلة القلب.
ما هي عوامل الخطر التي من الممكن أن تسبب حدوث الجلطة القلبية؟
هناك بعض عوامل الخطر التي يزيد تواجدها من احتمالية الإصابة بالجلطة القلبية حيث تساعد على تضييق الشرايين التي تغذي القلب بالدم. يرجى الانتباه إلى أن وجود هذه العوامل بالاضافة إلى وجود الأعراض السابق ذكرها يعطي للأطباء تشخيصا مبدئيا عن حالتك . تشمل هذه العوامل ما يلى:
1.العمر : تشير الدلائل الإحصائية إلى أن الرجال الذين يبلغون من العمر 45 عامًا أو أكثر والنساء في سن 55 عامًا أو أكثر هم أكثر عرضة للإصابة بجلطة القلب أكثر من غيرهم.
2. التدخين : يشمل ذلك كل أنواع التدخين ، بما فيها التدخين السلبي (استنشاق الدخان الناتج عن تدخين شخص آخر بنفس المكان).
3. وجود بعض الأمراض المصاحبة مثل:
· ارتفاع ضغط الدم: قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى حدوث تلف بالاوعية الدموية المغذية للقلب ، خاصة إذا كان مصاحبا لامراض اخرى مثل السكرى أو ارتفاع مستويات الدهون بالدم.
· السمنة: تشير الاحصائيات إلى ارتباط السمنة بخطر حدوث الجلطة القلبية ، كما ترتبط السمنة ارتباطا وثيقا بالأمراض الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم ، ومستويات الدهون ، و مرض السكرى.
· ارتفاع مستويات الدهون: هناك عدة أنواع من الدهون ، و لكن بصفة عامة فان ارتفاع مستويات البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL) أو كما تدعى الكوليسترول الضار ، أو ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية ، يزيد من احتمالية انسداد الشرايين المغذية للقلب و احتمالية تكون اللويحات و من ثم الجلطات . بينما يقلل ارتفاع مستوى البروتين الدهني عالي الكثافة(HDL) أو ما يدعى (الكوليسترول "الجيد") من خطر الإصابة. عادة لا يكون لارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم علامات أو أعراض ، و لكن الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كنت تعاني من ارتفاع الكوليسترول هي فحص الدم لمعرفة مستوى كل نوع من أنواع الدهون.
· مرض السكرى: يحدث مرض السكري عندما لا يفرز البنكرياس كمية كافية من هرمون الأنسولين المسئول عن تخزين الجلوكوز الزائد عن حاجة الجسم ، ليتم استخدامها لاحقا. الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر بالدم ، و تشير الإحصائيات إلى أن خطر الوفاة بأمراض القلب لدى البالغين المصابين بداء السكري أعلى منه لدى البالغين غير المصابين.
4. التاريخ العائلي : وجود تاريخ عائلى للاصابة بالجلطة القلبية خاصة بين أقارب الدرجة الأولى كالاباء أو الأشقاء ، يزيد من خطر الإصابة بشكل كبير.
5. نقص النشاط الجسدي :عادة ما يمتع الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام بصحة أفضل ، بينما يرتبط نقص النشاط البدني بالكثير من الأمراض مثل ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم والسمنة والسكري.
6. الضغط العصبي : يزيد القلق و التوتر و الضغط العصبى من احتمالية الإصابة بجلطات القلب.
7. تعاطي المخدرات : من الممكن أن يؤدي استخدام العقاقير المنشطة ، مثل الكوكايين أو الأمفيتامينات ، إلى حدوث تشنج في الشرايين التاجية مسببا النوبة القلبية.
8.الكحول : شرب الكثير من الكحوليات يمكن أن يرفع مستويات ضغط الدم وخطر الإصابة بأمراض القلب.
9. تسمم الحمل : يسبب تسمم الحمل ، ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
10.أمراض المناعة الذاتية : يمكن أن تزيد الإصابة بحالة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة من خطر الإصابة بالنوبة القلبية.
كيف يمكن تشخيص الجلطة القلبية؟
عند الذهاب إلى المستشفى ، سيقوم الأطباء بتقييم حالتك عن طريق معرفة الأعراض التي تشعر بها و توقيت بدء حدوثها . تشمل الاسئلة ايضا معرفة تاريخك المرضى و العائلي و عما إذا كنت تتناول بعض الأدوية بصفة منتظمة لحالات طبية معينة. بعدها سوف يخضعك الأطباء لعدة فحوصات لتشخيص الإصابة ، قد تشمل تلك الفحوصات ما يلى:
1. مخطط كهربية القلب (ECG) أو ما يعرف ب"رسم القلب" : يعتبر عمل مخطط كهربية القلب هو أول اختبار ينبغى القيام به عند الذهاب للمستشفى حيث يقيس الجهاز النشاط الكهربي للقلب ، مما يسمح للأطباء لمعرفة مدى جودة عمل القلب إذ أنه في حالة الإصابة بجلطة القلب فإنه لن يقوم بتوصيل الإشارات الكهربية بشكل سليم . رسم القلب غير مؤلم ويستغرق حوالي 5 دقائق ، حيث يتم توصيل أقراص معدنية مسطحة (أقطاب كهربائية) بذراعيك وساقيك وصدرك ، ثم يتم توصيل الأسلاك من الأقطاب الكهربائية بجهاز تخطيط القلب الذي يسجل النبضات الكهربائية.
2. اختبارات الدم : يتسبب تلف القلب الناجم عن النوبة القلبية في إفراز بعض البروتينات (الإنزيمات) ببطء فى الدم ، و يسمى البروتين الأكثر شيوعا الذي يتم قياسه "التروبونين" . في حالة الاشتباه في الإصابة بجلطة القلب ، سيتم اخذ عينات من دمك على مدار بضعة أيام لقياس نسبة الإنزيمات. يسمح ذلك بتقييم الأضرار التي لحقت بالقلب ، كما يساعد على تحديد مدى الاستجابة للعلاج.
3. الأشعة السينية (X-ray)على الصدر : يساعد تصوير الصدر بالأشعة السينية على معرفة إذا كان هناك سبب آخر للاعراض الموجودة ، و للتحقق مما إذا كانت المضاعفات قد حدثت بسبب النوبة القلبية مثل تراكم السوائل داخل الرئتين.
4. مخطط صدى القلب "Echocardiogram" : يستخدم مخطط صدى القلب الموجات فوق الصوتية لتكوين صورة للقلب من الداخل ، وذلك لتوضيح كيفية عمل الصمامات و حجرات القلب . يساعد هذا على تحديد مناطق القلب التي تعرضت للتلف بالضبط ومدى تأثير الضرر على وظيفة القلب.
5. تصوير الأوعية التاجية "Coronary angiography" : يساعد تصوير الأوعية التاجية في تحديد ما إذا كان هناك انسداد أو تضييق في الشرايين التاجية ، و على تحديد مكان الانسداد بدقة شديدة مما يسهل على طبيب القلب اختيار طريقة العلاج المناسبة للحالة. يتم التصوير عن طريق إدخال أنبوب رفيع "قسطرة" من الاوعية الدموية للفخذ حتى يصل إلى الشرايين التاجية ، ثم حقن صبغة خاصة بالانبوب توضح مكان الانسداد.
6.التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو تصوير القلب باستخدام الرنين المغناطيسي (MRI) .
كيف يمكن علاج الجلطة القلبية؟
يعتمد علاج الجلطة القلبية في المستشفى على طريقتين هما استخدام الأدوية و الجراحة ، و يقرر طبيب القلب المعالج طريقة العلاج تبعا لطبيعة الحالة ومدى الضرر الواقع على عضلة القلب .
● الأدوية:
يعتمد استخدام الأدوية بصفة عامة على محاولة التخلص من جلطة القلب في اسرع وقت ممكن ، لان كل لحظة تمر تسبب المزيد من الضرر لعضلة القلب ، قد تشمل هذه الأدوية ما يلى:
1. مضادات التخثر "Thrombolytics": تستهدف الأدوية المضادة (الحالة) للتخثر أو المعروفة باسم "مضادات الفيبرين" ، مادة تسمى الفيبرين و تدمرها ، و الفيبرين هو عبارة عن بروتين قوي يكون جلطات الدم من خلال تكوين شبكة من الألياف التي تتصلب حول الدم.
2. الأدوية المضادة للصفائح "Antiplatelet agents" : تعمل هذه الأدوية على منع تكوين جلطات جديدة و وقف نمو الجلطات القديمة في الحجم.
3. أدوية أخرى لسيولة الدم : قد يقرر الأطباء اعطائك ادوية اخرى لزيادة سيولة الدم مثل الهيبارين عن طريق الحقن الوريدى.
4. النيتروجلسرين : يساعد النيتروجلسرين على زيادة الدم الواصل إلى عضلة القلب ، وذلك عن طريق توسيع الأوعية الدموية.
5.مسكنات الألم : من الممكن استخدام بعض مسكنات الألم مثل المورفين.
●الجراحة:
هناك عدد من الإجراءات الجراحية التي قد يقرر الأطباء اللجوء لها بجانب الأدوية ، و يعتمد استخدام الخيار الجراحي المناسب على طبيعة الحالة و عدد الجلطات و مكانها. يشمل ذلك الجراحة المعروف باسم التدخل التاجي عن طريق الجلد (PCI) ، أو جراحة مجازة الشريان التاجي.
كيف يمكنك الوقاية من الإصابة بالجلطة القلبية؟
الإصابة بالجلطة القلبية أمر مؤلم و مؤرق للكثيرين ، و لكن هناك بعض الارشادات التي يساعد اتباعها على تفادي الإصابة بالجلطة القلبية ، وهي تشمل:
1) اتباع نظام حياة صحي ، تغيير أسلوب الحياة باتباع طريقة أكثر صحية تعتمد على نظام غذائي متوازن و مفيد و ممارسة الرياضة بانتظام هي حجر الأساس ليس فقط للوقاية من جلطات القلب ولكن أيضا للوقاية من العديد من الأمراض الأخرى و الحفاظ على الصحة البدنية والنفسية في احسن حال.
2) الإقلاع عن التدخين.
3) الحفاظ على وزن مثالى أو أقرب ما يكون للمثالية.
4) الامتناع عن شرب الكحوليات.
5) إذا كانت لديك أي من عوامل الخطورة التي ذكرناها من قبل ، فينبغى عليك الالتزام بالمتابعة الدورية لدى الطبيب.
6) الالتزام بالأدوية المعالجة للحالات المرضية الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم ، والسكري.
ما هي أفضل أدوية لجلطات القلب؟
يصف الطبيب الحقن لإذابة الجلطة سريعًا مثل:
هيبارين- Heparin.
ثم يوصي بأدوية مسيلة للدم مثل:
أسبرين بروتكت- Aspirin protect.
بلافيكس- Plavix.
احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.
الأسئلة الشائعة
ما هو الفرق بين الذبحة الصدرية والجلطة؟
ما هي اعراض الذبحة الصدرية الكاذبة؟
مشاركة المقال